أنزف دمعي طول تسكابه

ديوان أبو نواس

أَنزَفَ دَمعي طولُ تَسكابِهِ

وَاختَصَّني الحُبُّ بِأَتعابِهِ

وَأَغرَقَت قَلبي بِحارُ الهَوى

مِمّا بِهِ مِن طولِ أَوصابِهِ

وَاختَصَّني الحُبُّ حَليفاً لَهُ

بورِكَ في الحُبِّ وَأَسبابِهِ

مَن صَدَقَت نِيَّتُهُ في الهَوى

أَعانَهُ الحُبُّ عَلى ما بِهِ

يُعينُهُ اللُهُ عَلى حُبِّهِ

إِن صَحَّحَ الحُبُّ لِأَصحابِهِ

وَزائِرٍ زارَ بُعَيدَ الكَرى

ذَكَّرَ قَلبي كُنهُ أَطرابِهِ

أَقبَلَ يَسعى في الدُجى مُقبِلاً

كَالبَدرِ يَمشي بَينَ أَترابِهِ

فَقُلتُ لَمّا أَن بَدا مُعلِناً

شَمساً تَجَلَّت بَينَ أَثوابِهِ

فَباتَ يَسقيني جَنى ريقِهِ

يَمزُجُهُ لي بَردُ أَنيابِهِ

وَصاحِبٍ عَفِّ الذُرى ماجِدٍ

بِهَديِهِ زَينٍ لِأَحبابِهِ

قُلتُ لَهُ خُذها أَبا جَعفَرٍ

فَقَد تَدَلّى الصُبحَ في بابِهِ

وَقَد مَضى عَنكَ ظَلامُ الدُجى

وَانكَشَفَت أَستارُ أَثوابِهِ

فَسَلسَلَ الكَأسَ عَلى كُرهِهِ

وَمَرَّ فيها بَعدَ تَقطابِهِ

كَأَنَّما الكَأسُ إِذا صُفِّقَت

قِنديلُ قَسٍّ وَسطَ مِحرابِهِ

وَأَصبَحَت أَلسُنُ أَوتارِهِ

إِذ حَرَّكَ المَثنى بِمِضرابِهِ

ثُمَّ شَدا لَمّا جَرَت كَأسُهُ

صِرفاً وَمَرَّت بَينَ أَترابِهِ

عاوَدَ قَلبي كُنهُ أَطرابِهِ

مِن حُبِّ مَن أَصبَحتُ أَغنى بِهِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو نواس، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات