أنجل علي ما برحت محمداً

ديوان ابن الساعاتي

أنجلّ عليٍّ ما برحت محمَّداً

فحسَّان فكري فيك إحسانهُ جمُّ

بك الدهر نوءٌ كلُّهُ ليس لي بهِ

وقد طّبق الآفاق شربٌ ولا قسم

وما هذه الأيام إلاَّ صحائفٌ

مطهَّرةٌ تطوى وأنت لها ختم

فلم يفترق إلفانِ كفَّك والنَّدى

ولم يصطحب ضدَّانِ عرضك والذمُّ

وكم بارقٍ حاشاك شمتُ سحابهُ

فشمتُ سحاباً وجهُ بارقهُ جهم

لأنملهِ ضرب العروض وقبضها

وللنحو من أفعالها الضمُّ والجزمُ

هجرتُ القوافي مذ خطبتُ عطاءه

فها أنا لا نعمى لديَّ ولا نعم

يزيد خفاءً مع نباهة قدرهِ

وسوءاً كما يخفى مع العسل السمُّ

وكنتُ كمن بالنجم في الليل يهتدي

فما أن أطلّ الصبحُ بل أفل النجم

وها مصرُ لا يقضى بها حاج طالب

بغاها ولا يمضى الذي أملِ حكم

لأبحر منها النيل وهو مجاجةٌ

من البخل لا بل أظلمَ القمر التم

وكم خاب قدحٌ من قبل فوزهُ

واخطأ من بعد الوثوق به سهم

وصل حبل شملي بالشآم وأهلهِ

فكم لك عندي من يدٍ ما بها وصم

أضاءت وكفَّت كفّ كلِّ مخوفةٍ

فلا ظلمُ الدنيا تخاف ولا الظلم

وما أدبى إلاّ كتابٌ مكرَّمٌ

تراجعُ حرب الدهر وهي به سلم

لآياتهِ برهان عيسى بن مريمٍ

بها تبرأ الأسقام أو تسمعُ الصمُّ

إذا أنزلت في مهرقٍ وضح الهدى

وأن تليت في محفلٍ سجد الفهم

مفوفةً كالروض في كلّ تلعة

وفي كلّ وهدٍ من محاسنها وسم

وإن لم تجدني بالثناء ابن حرَّةٍ

وفياً وإلاَّ خانني النثر والنظم

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الساعاتي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات