أمنت الزمان والزمان خؤون

ديوان أبو العتاهية

أَمِنتُ الزَمانَ وَالزَمانُ خَؤونُ

لَهُ حَرَكاتٌ بِالبِلى وَسُكونُ

رُوَيدَكَ لا تَستَبطِ ما هُوَ كائِنٌ

أَلا كُلُّ مَقدورٍ فَسَوفَ يَكونُ

سَتَذهَبُ أَيّامٌ سَتَخلُقُ جِدَّةٌ

سَتَمضي قُرونٌ بَعدَهُنَّ قُرونُ

سَتَدرُسُ آثارٌ وَتَعقِبُ حَسرَةٌ

سَتَخلو قُصورٌ شُيِّدَت وَحُصونُ

سَتُقطَعُ آمالٌ وَتَذهَبُ جِدَّةٌ

سَيَغلَقُ بِالمُستَكثِرينَ رُهونُ

سَتَنقَطِعُ الدُنيا جَميعاً بِأَهلِها

سَيَبدو مِنَ الشَأنِ الحَقيرِ شُؤونُ

وَما كُلُّ ذي ظَنٍّ يُصيبُ بِظَنِّهِ

وَقَد يُستَرابُ الظَنُّ وَهوَ يَقينُ

يَحولُ الفَتى كَالعودِ قَد كانَ مَرَّةً

لَهُ وَرَقٌ مُخضَرَّةٌ وَغُصونُ

نَصونُ فَلا نَبقى وَلا ما نَصونُهُ

أَلا إِنَّنا لِلحادِثاتِ نَصونُ

وَكَم عِبرَةٍ لِلناظِرينَ تَكَشَّفَت

فَخانَت عُيونَ الناظِرينَ جُفونُ

نَرى وَكَأَنّا لا نَرى كُلَّ ما نَرى

كَأَنَّ مُنانا لِلعُيونِ شُجونُ

وَكَم مِن عَزيزٍ هانَ مِن بَعدِ عِزَّةٍ

أَلا قَد يَعِزُّ المَرءُ ثُمَّ يَهونُ

أَلا رُبَّ أَسبابٍ إِلى الخَيرِ سَهلَةٌ

وَلِلشَرِّ أَسبابٌ وَهُنَّ حُزونُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العتاهية، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات