أمسى الخلابيس قد عزوا وقد كثروا

ديوان حسان بن ثابت

أَمسى الخَلابيسُ قَد عُزّوا وَقَد كَثَروا

وَاِبنُ الفُرَيعَةِ أَمسى بَيضَةَ البَلَدِ

جاءَت مُزَينَةُ مِن عَمقٍ لِتُخرِجُني

إِخسي مُزَينَ وَفي أَعناقِكُم قَدَدي

يَرمونَ بِالقَولِ سِرّاً في مُهادَنَةٍ

يُهدى إِلَيَّ كَأَنّي لَستُ مِن أَحَدِ

قَد ثَكِلَت أُمُّهُ مَن كُنتُ صاحِبَهُ

أَو كانَ مُنتَشِباً في بُرثُنِ الأَسَدِ

ما البَحرُ حينَ تَهُبُّ الريحُ شامِلَةً

فَيَغطَئِلُّ وَيَرمي العِبرَ بِالزَبَدِ

يَوماً بِأَغلَبَ مِنّي حينَ تُبصِرُني

أَفرى مِنَ الغَيظِ فَريَ العارِضِ البَرِدِ

ما لِلقَتيلِ الَّذي أَغدو فَآخُذُهُ

مِن دِيَةٍ فيهِ يُعطاها وَلا قَوَدِ

بَلِّغ عُبَيداً بِأَنّي قَد تَرَكتُ لَهُ

مِن خَيرِ ما يَترُكُ الآباءُ لِلوَلَدِ

الدارُ واسِطَةٌ وَالنَخلُ شارِعَةٌ

وَالبيضُ يَرفُلنَ في القَسِّيِّ كَالبَرَدِ

أَمّا قُرَيشٌ فَإِنّي غَيرُ تارِكِهِم

حَتّى يُنيبوا مِنَ الغِيّاثِ لِلرَشَدِ

وَيَترُكوا اللاتَ وَالعِزّى بِمَعزِلَةٍ

وَيَسجُدوا كُلُّهُم لِلخالِقِ الصَمَدِ

وَيَشهَدوا أَنَّ ما قالَ الرَسولُ لَهُم

حَقٌّ وَيوفوا بِعَهدِ الواحِدِ الأَحَدِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في الشعراء المخضرمون، ديوان حسان بن ثابت، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات