أما النسيم فما يغب وروده

ديوان ابن الساعاتي

أمّا النسيمُ فما يغبُّ ورودهُ

فخذوا حديثَ البانِ حين يعيدهُ

وسلوه عن حيٍّ لحتفِ محبهِ

أبداً تهزُّ رماحهُ وقدوده

عنفَ العذولُ مفنّداً بمتّيمٍ

لا عذلهُ يجدي ولا تفنيده

جحد الهوى ورأوه يختصمُ النَّوى

فقضى عليه والدموع شهوده

أسفي على وصلٍ تقادم عهدهُ

والحبُّ ما قدمتْ لديك عهوده

وبمهجتي من للغزالة وجههُ

عند السّفور وللغزالة جيده

نشوان عسّال القوام رطيبةُ

وسنان معسول الرّضاب بروده

لو رقَّ من برح السّقام لنضوه

المضني لكان من السقام يعوده

ولكلّ ملبوسٍ جديدٍ لذّةٌ

والسقم ثوبٌ لا يلذُّ جديده

كيف السبيل إلى التسلي عندما

قصرت يدي عنهُ وطال صدوده

وضلالةٌ شكوى السّهاد لنائمٍ

لم يدرِ ما ليلي وما تسهيده

لو أنَّ قلبي منهُ أسرى آبقاً

لأتى به عسسُ الخيال يقوده

يا جنَّةً شقيَ الفؤاد بنارها

والحبُّ فيهِ شقيّهُ وسعيدهُ

آهاً لصبٍ فيك ليس تقيله

وقتيل وجدٍ فيك ليس تقيده

أشكو الغرامَ وما يضرّ عميدك

الغيران أن يشكو الغرامَ عميده

ضعفتْ يداي عن الهوى وتناصرت

لمساءتي عدد الأسى وعديده

لو أنّهُ مثلُ الخطوب لصدّهُ

ملكٌ ملائكةُ السماءِ جنوده

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الساعاتي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات