أما الصبوح فإنه فرض

ديوان ابن معصوم

أَمّا الصَبوحُ فإِنَّه فَرضُ

فإلامَ يكحلُ جَفنَك الغمضُ

هَذا الصَباحُ بدت بشائِرُهُ

وَلخيله في ليله رَكضُ

وَاللَيلُ قد شابَت ذوائبَهُ

وَعِذارُه بالفجر مُبيَضُّ

فاِنهض إِلى حَمراءَ صافيةٍ

قد كادَ يشربُ بعضَها البَعضُ

يَسقيكَها من كفِّهِ رشأٌ

لَدنُ القَوام مهفهفٌ بضُّ

سيّان خمرتُه وَريقتُه

كلتاهما عنبيَّةٌ مَحضُ

تُدمي اللواحظُ خدَّه نَظَراً

فاللَحظُ وَجناته عضُّ

مَن ضمَّهُ فَتحَ السُرورُ له

باباً وَكانَ لعيشِه الخَفضُ

باهَت وقد أَبدى محاسِنَه

بدرَ السَماءِ بحُسنِه الأَرضُ

يَسعى بها كالشَمسِ مشرقةً

للعين عَن إِشراقِها غضُّ

وَالكأسُ إِذ تَهوي بها يدُهُ

نجمٌ بجُنح اللَيل مُنقَضُّ

باتَ النَدامى لا حراكَ بهم

إِلّا كَما يتحرَّك النبضُ

في رَوضةٍ يُهدي لناشِقها

أَرجَ الحبائِب زَهرُها الغَضُّ

ختم الحَيا أَزهارَها فَغَدا

بيد النَسيم لخَتمها فَضُّ

فاِشرَب على حافاتِها طرباً

واِنهض لها إِن أَمكَن النَهضُ

لا تُنكِرَن لَهوي على كِبَري

فعليَّ من عَصرِ الصِبا قَرضُ

أَغرى العذولُ بلومه شَغفي

فَكأَنَّما إِبرامُهُ نَقضُ

خالفتُه وَالرأَيُ مختلفٌ

شأني الودادُ وَشأنُه البغضُ

مَهلاً فَلَيسَ على الفَتى دَنَسٌ

في الحُبِّ ما لَم يَدنس العِرضُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن معصوم، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات