ألم تحتلف أن لا تعود إلى ظلم

ديوان ابن الساعاتي

ألم تحتلفْ أن لا تعود إلى ظلمٍ

فلمْ جرّدتْ ألحاظ عينيكَ في السّلمِ

وما بال كفُّ الدلِّ نحو مقاتلي

تسدّدُ من عطفيك بعض القنا الصُّمِ

ولم أرَ موتاً قبل موتك مشتهى

ولا صحةً زينت بشافٍ من السقمِ

عدمتُ الغنى من وجنةٍ ذهبيةٍ

تصان وهذا خالها طابعُ الختمِ

وقد بلَّغتْ عني بلاغة أدمعي

وباح نحولي بالخفيَّ من الكتمِ

فما شافه العذَّال مثل مدامعي

ولا خاطب الواشين أفصحُ من سقمي

وسمراءَ كالخطّي تحمى بمثلها

قواماً ولكنّ لا يثقَّف بالضَّمِ

شهيُّ وإن أصدى مع البرد ريقها

قفل في كريم مولع بابنة الكرمِ

وقد نظمت في سلك جسمي مدامعي

فما بالها صدَّت عن العقد ذي النظمِ

ألوذ بصبري عائذاً من جفونها

فيسلمني من مقلتيها إلى خصمِ

وليلة وصلٍ أنجز الطَّيف وعده

فجاد بها بعد القطيعة والصَّرمِ

أمنَّا بها أن تنقضي سنة الدجى

وأن تترقَّى نحونا همَّة الهمِّ

غنيتُ بمأثور العتاب فلم أرد

غناءً وعن كأس المدامة بالظَّلمِ

فأبعدْ بنفث البابلي وسحرهِ

وأهونْ بنشر البابليَّة والطعمِ

وبكرٍ من اللذَّات نلتُ بها المنى

وبتُّ نديمَ الإثم فيها بلا إثمِ

أضمُّ قضيب البان في ورق الصّبا

وألثمُ بدر التمِّ في سحب اللُّثمِ

إلى أن حكى ثغرٌ من الصبح ضاحك

إباءَ صفيّ الدين في ظلم الظُّلمِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الساعاتي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات