ألست ترى اليوم المليح المغايظا

ديوان ابن الرومي

ألستَ ترى اليوم المليح المُغايظا

رعاكَ مليكٌ لم يزل لك حافظا

غدا الدجْنُ فيه يقتضي اللهو أهله

وقد يقتضيك الحقَّ من ليس لافظا

فطوراً ترى للشمس فيه ستارةً

وطوراً ترى للشمس طرْفاً مُلاحظا

غدا بالذي أهداه خِلّاً مُلاطفاً

وإن كان ضِدّاً بالصيام مغالظا

تحفَّى فقد أضحى الندى فيه فائضاً

وأعفى فقد أضحى الأذى فيه فائظا

وقد عدم المعصومُ فيه رقيبه

كما عدِم القينات فيه الحوافظا

ولكنه الشهر الذي غاب لهوُهُ

فعادت ملاهي الناس فيه مواعظا

أصامكموه اللَّهُ في ظلِّ غِبطةٍ

وأبْقاكمُ غيْظاً لذي الغِلِّ غائظا

جزاءً بما لقَّيْتموهُ طلاقةً

وخالفتُمُ فيه الشهاوَى اللَّعامِظا

ألا أيها المكنيُّ باسم محمدٍ

فدتْك نفوسُ اللاحظيك الملاحظا

حكى يومُنا هذا نداكَ وحُسنَه

إذا ما غدا يحمي نثاك مُحافظا

على أنه لم يحْكِ فعلك إنما

حكى وعْدك الغوثَ النفوسَ الفوائظا

ولم يحك شيئاً من ذكائك إنه

إذا كنتَ فيه شاتياً كنت قائظا

فعش لابن حاجاتٍ وصاحب دولة

إذا الأمر أضحى فادحَ الثِّقل باهظا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الرومي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات