ألا من مبلغ عني نقيبا

ديوان عبد الغفار الأخرس

ألا مَنْ مُبلغٌ عنِّي نقيباً

يَسودُ النَّاس في شَرَفٍ ودينِ

بأنَّا ما بَرِحْنا في سُرورٍ

تلاحظنا العنايةُ بالعيون

ولمَّا أنْ أَتيْنا الوقْفَ صبحاً

حَلَلْنا في مَحلّ أبي أمين

فكان مكانه جنَّات عدنٍ

وقد قيل المكانة بالمكين

وأوْسَعَنا من الإِكرام برًّا

وكنَّا من نداه على يقين

نَزَلْنا يا أبا سلمان منه

بقيتَ الدَّهرَ في حصنٍ حصين

أُسامِرُ من أُحِبُّ ولا أُداري

رقيباً يتَّقيه ويتَّقيني

لنا ما نشتهي من كلِّ شيءٍ

يروق إلى المسامع والعيون

ولكن الصّيام أتَى عَلَيْنا

فصُمْنا في الحنين وفي الأَنين

وهنداوِكُم قد صامَ أيضاً

وأَصبحَ عاقلاً بعد الجنون

فهل تَدري بنا مولاي أنَّا

قَهَرْنا جُنْدَ إبليسَ اللَّعين

بطاعة أمرك السَّامي أراه

تَمَسَّكَ منه بالحبل المتين

وسلمانُ الأَشمُّ سَلِمْتَ أضْحى

وفوزي منه تقبيل اليمين

فكَمْ من مِنَّةٍ قُلِّدتُ منه

كما قُلِّدْتُ بالعقد الثمين

سيخطبُ في مدائحه قصيدي

كما خَطَبَ الحَمام على الغصون

وأذكرُهُ وأَشكرُهُ وأُثني

عليه الخير حيناً بعد حين

فلا منعت من الدُّنيا مجاني

مكارمه على مَرِّ السِّنين

ولا فارقتُ منه هاشميًّا

حليف الجود وضَّاح الجبين

أحَلَّتْني مكارمُه مكاناً

أراني النجمَ في الآفاق دوني

فليسَ البرُّ إلاَّ برَّ حُرٍّ

يصونُ المجد بالمال المهين

فلا تَربَتْ يدُ العافين منه

ولا خابَتْ بطلعَتِهِ ظنوني

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغفار الأخرس، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات