ألا أيها القلب الكثير علائقه

ديوان أبو العتاهية

أَلا أَيُّها القَلبُ الكَثيرُ عَلائِقُه

أَلَم تَرَ هَذا الدَهرَ تَجري بَوائِقُه

تُسابِقُ رَيبَ الدَهرِ في طَلَبِ الغِنى

بِأَيِّ جَناحٍ خِلتَ أَنَّكَ سابِقُه

رُوَيدَكَ لاتَنسَ المَقابِرَ وَالبِلى

وَطَعمَ حُسى المَوتِ الَّذي أَنتَ ذائِقُه

وَما المَوتُ إِلّا ساعَةٌ غَيرَ أَنَّها

نَهارٌ وَلَيلٌ بِالمَنايا تُساوِقُه

وَأَيُّ هَوىً أَو أَيُّ لَهوٍ أَصَبتَهُ

عَلى ثِقَةٍ إِلّا وَأَنتَ مُفارِقُه

إِذا اعتَصَمَ المَخلوقُ مِن فِتَنِ الهَوى

بِخالِقِهِ نَجّاهُ مِنهُنَّ خالِقُه

وَمَن هانَتِ الدُنيا عَلَيهِ فَإِنَّني

لَهُ ضامِنٌ أَن لا تُذَمَّ خَلائِقُه

أَرى صاحِبَ الدُنيا مُقيماً بِجَهلِهِ

عَلى ثِقَةٍ مِن صاحِبٍ لا يُوافِقُه

أَلا رُبَّ ذي طِمرَينِ في مَجلِسٍ غَدا

زَرابِيُّهُ مَبثوثَةٌ وَنَمارِقُه

رَفيقٌ وَجارٌ لِلنَبِيِّ مُحَمَّدٍ

لَقَد أَعظَمَ الزُلفى رَفيقٌ يُرافِقُه

وَرُبَّ مَحَلٍّ قَد صَدَقتَ حَلَلتَهُ

إِذا عَلِمَ الرَحمَنُ أَنَّكَ صادِقُه

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العتاهية، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الشعرية

حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: كُنْتُ بِبِلادِ الشَّامِ، وَانْضَمَّ إِلَى رُفْقَةٌ، فَاجْتَمَعْنا ذَاتَ يَوْم فِي حَلَقَةٍ، فَجَعَلْنا نَتَذَاكَرُ الشِّعْرَ فَنُورِدُ أَبْيَاتَ مَعَانِيِه، وَنَتَحاجى بِمَعَامِيهِ، وَقَدْ…

تعليقات