ألا أرى للمرء أن يأمن الدهرا

ديوان أبو العتاهية

أَلا أَرى لِلمَرءِ أَن يَأمَنَ الدَهرا

فَإِنَّ لَهُ في طولِ مُهلَتِهِ مَكرا

فَكَم مِن مُلوكٍ أَمَّلوا أَن يُخَلَّدوا

رَأَيتَ صُروفَ الدَهرِ تَجزُرُهُم جَرا

بُليتُ بِدارٍ ما تَقَضّى هُمومُها

فَلَستُ أَرى إِلّا التَوَكُّلَ وَالصَبرا

إِذا ما انقَضى يَومٌ بِأَمرٍ فَقُلتُ قَد

أَمِنتُ أَذاهُ أَحدَثَت لَيلَةٌ أَمرا

أُحِبُّ الفَتى يَنفي الفَواحِشَ سَمعُهُ

كَأَنَّ بِهِ عَن كُلِّ فاحِشَةٍ وَقرا

سَليمَ دَواعي الصَدرِ لا باسِطاً يَداً

وَلا مانِعاً خَيراً وَلا قائِلاً هُجرا

إِذا ما بَدَت مِن صاحِبٍ لَكَ زَلَّةٌ

فَكُن أَنتَ مُحتالاً لِزَلَّتِهِ عُذرا

أَرى اليَأسَ مِن أَن تَسأَلَ الناسَ راحَةً

تُميتُ بِها عُسراً وَتُحيِي بِها يُسرا

وَلَيسَت يَدٌ أَولَيتَها بِغَنيمَةٍ

إِذا كُنتَ تَبغي أَن تُعِدَّ لَها شُكرا

غِنى المَرءِ ما يَكفيهِ مِن سَدِّ خَلَّةٍ

فَإِن زادَ شَيئاً عادَ ذاكَ الغِنى فَقرا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العتاهية، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

الأمَلُ واليأسُ

مهْما ادلهمَّتِ الحياةُ وقسَت على البشرِ بأيدي وحوشِ البشريَّةِ، لا بدَّ من أملٍ نسْعى إليهِ ونجدُ فيه لذّةَ السَّعادةِ وتجدُّدِ الحياةِ، ومهْما احلولكَتِ اللّيالي يجبُ…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة المضيرية

”” حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ، وَمَعِي أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ رَجُلُ الفَصَاحَةِ يَدْعُوهَا فَتُجِيبُهُ، وَالبَلاغَةِ يَأَمُرُهَا فَتُطِيعُهُ، وَحَضَرْنَا مَعْهُ دَعْوَةَ بَعْضِ التُّجَّارِ، فَقُدِمَتْ…

تعليقات