أفي كل يوم لي حميم أفارقه

ديوان الشريف المرتضى

أفي كلّ يومٍ لي حميمٌ أفارقُهُ

وخِلٌّ نآنِي ما نَبَتْ بي خَلائِقُهْ

ومُضطجِعٌ في ريبِ دهرٍ مُسَلَّطٍ

تُطالعني في كلّ فجٍّ طوارقُهْ

ومُلتَفِتٌ في إثْرِ ماضٍ مُغَرِّبٍ

تراماهُ أجراعُ الرّدى وأبارقُهْ

فثَلْمٌ على ثَلْمٍ وزُرْءٌ مضاعفٌ

على فتقِ رُزْءٍ ضلّ بالدّهرِ راتقُهْ

مصائبُ لو أُنزِلْنَ بالشّمسِ لم تُنِرْ

وَبالبدر لم تُمْدَدْ بليلٍ سُرادِقُهْ

فمُعْتَبَطٌ خولِسْتُهُ ومؤجَّلٌ

تلبّث حتّى خِلتنِي لا أُفارقُهْ

تجافَى الرّدى عنه فلمّا أمِنْتُهُ

سقانِيَ فيه مُرَّ ما أنا ذائِقُهْ

فسُرَّ به قلبي فغال مسَرَّتِي

زمانٌ ظلومٌ للسّرورِ يسارقُهْ

أرى يومَه يومي وأشعرُ فقدَه

بأنّي وإنْ طال التّلَوُّمُ لاحقُهْ

وكم صاحبٍ عُلِّقْتُهُ فتقطّعَتْ

بأيدي المنايا من يديَّ علائقُهْ

وكيف صفاءُ العيش للمرء بعدما

تغيّبَ عنه رَهْطُهُ وأصادِقُهْ

فللّهِ أعوادٌ حَمَلْنَ عشيّةً

خبِيئةَ بيتٍ لا يرى السّوءَ طارقُهْ

على الكرمِ الفَضْفاضِ لُطَّتْ ستورُهُ

وبالبرِّ والمعروفِ سُدَّتْ مخارقُهْ

وَليسَ بهِ إلّا العفافُ وما اِنطَوَتْ

على غير ما يُرضي الإلهَ نمارِقُهْ

قيامُ سوادِ اللّيل يَندى ظلامُهُ

وصومُ بياضِ اليومِ تُحمى ودائِقُهْ

فدَتْني كما شاءتْ وما شئتُ أنّها

فَدَتْنِي ولا كانَ الّذي حُمَّ سابقُهْ

وَلَو أَنّني أَنصَفتُها من رعايتي

وقابلتُه رُزءاً بما هو لائقُهْ

لأكرعتُ نفسي بعدها مَكرعَ الرّدى

تصابحه حزناً لها وتغابقُهْ

سقى جَدَثاً أصبحت فيه مُجَلْجلٌ

رواعدُهُ ما تنجلي وبوارقُهْ

يُطيحُ الصَّدا الدّفَّاعُ منه وتَرْتوي

مغاربُهُ من فيضه ومشارقُهْ

لئِن غبتِ عن عيني فربّ مُغيَّبٍ

يروحُ وأبصارُ القلوبِ روامقُهْ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف المرتضى، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات