أفيكم لهذا الحسن بالله منكر

ديوان القاضي الفاضل

أَفيكُم لِهَذا الحُسنِ بالله مِنكِرُ

فَإِن كانَ فَالأَعمى الَّذي لَيسَ يُبصِرُ

تُؤَدّي إِلى قَلبِ الفَتى نَغَماتُهُ

هَوىً غَيرَ ما كانَت بِهِ العَينُ تَشعُرُ

هِيَ الكأسُ ما دارَت بِكَفٍّ عَلى فَمٍ

فَبِالسَمعِ نُسقاها وَبِالقَلبِ نَسكَرُ

فَيالَكَ مِن دُرٍّ مِنَ اللَفظِ مُقتَنىً

وَيا لَكَ مِن خَمرِ مِنَ اللَحظِ تُعصَرُ

يُمَجمِجُ أَلفاظاً بِخَمرَةِ ريقِهِ

سُكارى الخُطا في ذَيلِها تَتَعَثَّرُ

فَمَحبوبُ هَذا اليَومِ بِالأَمسِ مُجتَوىً

وَمَعروفُهُ قَد كانَ مِن قَبلُ يُنكَرُ

فَأَنجَزَ هَذا الدَهرُ ما كُنتُ أَرتَجي

وَأَنجَزَ هَذا الدَهرُ ما كُنتُ أَحذَرُ

فَأُدرِكُ في هَذاكَ ما لا غَرَستُهُ

وَأَغرِسُ في ذا غَيرَ ما هُوَ مُثمِرُ

فَيا وَيلَتي مِن بُعدِ ما لا أَذُمُّهُ

وَيا ضَيعَتي في قُربِ ما لَيسَ يُشكَرُ

وَما في يَدي مِنهُ سِوى أَنَّ خاطِري

بِعابِرَةِ الأَخبارِ عَنهُ يُخَبَّرُ

عَلى أَنَّ لَيلاً لِلصِبا لا يَسُرُّني

إِذا كانَ عَن صُبحِ الشَبيبَةِ يُسفِرُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان القاضي الفاضل، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات