أعطتك ريحانها العقار

ديوان أبو نواس

أَعطَتكَ رَيحانَها العُقارُ

وَكانَ مِن لَيلِكَ اِنسِفارُ

فَاِنعَم بِها قَبلَ رائِعاتٍ

لا خَمرَ فيها وَلا خُمارُ

وَوَقِّرِ الكَأسَ عَن سَفيهٍ

فَإِنَّ آيِينَها الوِقارُ

تِخُيِّرَت وَالنُجومُ وَقفٌ

لَم يَتَمَكَّن بِها المَدارُ

فَلَم تَزَل تَأكُلُ اللَيالي

جُثمانَها ما بِها اِنتِصارُ

حَتّى إِذا ماتَ كُلُّ ذامٍ

وَخُلِّصَ السِرُّ وَالنَجارُ

عادَت إِلى جَوهَرٍ لَطيفٍ

عِيانُ مَوجودِهِ ضِمارُ

كَأَنَّ في كَأسِها سَراباً

تُخيلُهُ المَهمَهُ القِفارُ

كَأَنَّها ذاكَ حينَ تَزهى

لَو لَم يَشُب لَونَها اِصفِرارُ

لا يَنزِلُ اللَيلُ حَيثُ حَلَّت

فَلَيلُ شُرّابِها نَهارُ

حَتّى لَوِ اِستودِعَت سِراراً

لَم يَخفَ في ضَوإِها السِرارُ

ما أَسكَرَتني الشَمولُ لَكِن

مُديرُ طَرفٍ بِهِ اِحوِرارُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو نواس، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات