أعاذل لا أموت بكف ساق

ديوان أبو نواس

أَعاذِلَ لا أَموتُ بِكَفِّ ساقِ

وَلا آبى عَلى مَلِكِ العِراقِ

هَجَرتُ لَهُ الَّتي عَنها نَهاني

وَكانَت لي كَمُمسِكَةِ الرِماقِ

وَقَد يَغدو إِلى الحانوتِ زِقّي

فَيَأخُذُ عَفوَهُ قَبلَ الزُقاقِ

وَكُنَّ إِذا نَزَعنَ إِلى مَداهُ

حَوى قُدّامَها قَصَبَ السِباقِ

نَتيجَةُ مُزنَةٍ مِن عودِ كَرمٍ

تُضيءُ اللَيلَ مَضروبَ الرُواقِ

بِلَونٍ رَقَّ حَتّى كادَ يَخفى

عَلى عَيني وَطابَ عَلى المَذاقِ

فَتَجري ما يُحَسُّ لَها حَسيسٌ

إِذا مَرَّت بِمُزدَرَدِ البُصاقِ

أَتَت مِن دونِها الأَيّامُ حَتّى

تَعادَمَ جِسمُها وَالروحُ باقِ

سَبَقتُ بِشُربِها لَومَ الأَداني

مَعَ الوُصَفاءِ في السُلُبِ الرِقاقِ

وَأَحوَرَ لا تُجاوِزُهُ الأَماني

حَلَبتُ لِوُدِّهِ ماءَ المَآقي

دَعَتني عَينُهُ دونَ النَدامى

وَآذَنَني مَتى مِنّا التَلاقي

فَبِتُّ عَلى شَفا المَوعودِ أَلقى

جَوىً لِلِقائِهِ كَجَوى الفِراقِ

فَأَصبَحتُ اِعتَجَرتُ عَلى مَشيبٍ

وَوَقَّرَني الخَليفَةُ عَن نِزاقي

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو نواس، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات