أصون سمعك عن شكواي إجلالا

ديوان ناصح الدين الأرجاني

أَصونُ سَمعَك عن شَكْوايَ إجْلالاً

وقد لَقِيتُ من الأيّامِ أَهْوالا

تَجمّعَتْ عِلَلٌ شَتَّى فما تَركَتْ

عليّ جِسماً ولا فِكْراً ولا حَالا

أشكو إلى اللهِ مَن عادَتْ بهمْ حُرَقاً

بَناتُ صَدْري وكانتْ قبلُ آمالا

وسَفرةٌ سَفَرَتْ لي في فِنائِهمُ

عن وجْهِ شَمطاءَ لا حُسْناً ولا مالا

لمَّا طَرَقْتُهمُ مُستَبضِعاً أَدَباً

وأين مَن كان يَقْرى الفَضْلَ أفضالا

حَمّلتُ عِيسي إليهمْ ثَروةً وصِباً

وعُدْتُ مُحتقِباً شَيْباً وإقْلالا

فإنْ جرَتْ عَبَراتي لم يكنْ عجَباً

فالخَدُّ كالقاع يَجْلو الماءَ والآلا

وزادني أسَفاً أنّي غداةَ غَدٍ

أُسامُ يا ابْنَ المُعافَى عنك تَرْحالا

مُفارِقاً منك نَفْساً حُرّةً ونُهىً

جَمّاً وعذْباً من الأخلاق سَلْسالا

وعالياً من هِضابِ المَجْدِ مُمتَنِعاً

وحالياً من رياضِ الفَضْلِ مِحْلالا

ومن سجايا اللّيالي سَعْيهُا أبَداً

حتّى تَعودَ مَغاني الأُنْسِ أطلالا

لا أصبحَ المجدُ من بالي ومن أربَى

إن كنتُ عنكَ بسَيْري ناعِماً بالا

لولا الفُرَيْخانِ والوَكْرُ الَّذي بَرّحَتْ

به الحوادثُ والمُكْثُ الّذي طالا

لَما تَبدّلْتُ من دارٍ تَحُلُّ بها

داراً ولو مُلِئتْ عَيْنايَ إبْلالا

ولا سلَلْتُ يدي من بَعْدِ ما عَلِقتْ

لديكَ من بُردةِ العَلياءِ أذْيالا

وكيف أَجْحَدُ ما أَولَيْتَ من نِعَمٍ

يا أكرمَ النّاسِ كُلِّ النّاسِ أفْعالا

ساروا يُريدونَ أمراً حاولوا أَمَماً

مُعَلِّقينَ به الآمالَ ضُلاّلا

وأكبَرُ الحَظِّ في الأيّامِ قُربُكمُ

مَن فاتَهُ ليتَ شِعْري ما الّذي نالا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الأرجاني، شعراء العصر الأندلسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات