أصبح القلب بالنحيلة صبا

ديوان بشار بن برد

أَصبَحَ القَلبُ بِالنَحيلَةِ صَبّا

بَعدَ ما قَد صَحا وَراجَعَ لُبّا

زادَهُ مَدخَلُ الوَليدِ عَلَيهِ

وَخَيالٌ سَرى بِعَبدَةَ عُجبا

وَمَقالُ الفَتاةِ إِذ هُتِكَ السَت

رُ لَها عَن مَقالِ ما كانَ عَبّا

أَيُّها المُستَجيرُ مِن حُبِّ عَبّا

دَةَ إِذ راعَهُ خَيالٌ فَهَبّا

لَيسَ مِن حُبِّها مُجيرٌ سِواها

بَعدَ ما سارَ في الفُؤادِ وَدَبّا

يا خَليلَيَّ أَخرِجاني مِنَ الحُب

بِ سَوِيّاً وَلا تَلوما مُحِبّا

فَاِترُكا لَومَهُ وَلوما خَليلاً

يَتَجَنّى ذَنباً وَلَم يَدرِ ذَنبا

كُلَّ يَومٍ تَعَتَّبَ الوُدُّ مِنهُ

لَيتَ شِعري أَيُحسَبُ الوُدُّ عَتبا

تِلكَ عَبّادَةُ الَّتي لَم تَنَلهُ

غَيرَ ما أَصبَحَت لِعَينَيهِ نَصبا

شَرِبَت سَلوَةً عُبَيدَةُ عَنّي

وَكَأَنّي شَرِبتُ بِالحُبِّ طَبّا

فَتَقَضّى الرَجاءُ مِنها لَقَد صَد

دَ طَبيبي عَنّي وَقَضَّيتُ نَحبا

أَنا إِن لَم أَمُت بِذاكَ فَإِنّي

مَيِّتٌ مِن مَخافَتي ذاكَ رُعبا

لَيتَها تاقَ قَلبُها فَاِستَوَينا

أَو رُزِقنا كَقَلبِ عَبدَةَ قَلبا

فَصَبَرنا عَنها كَما صَبَرَت عَن

نا وَلَم نَتَّخِذ عُبَيدَةَ رَبّا

فَاِكشِفي ما بِنا وَعودي عَلَينا

قَد لَقينا إِلَيكِ في الحُبِّ حَسبا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان بشار بن برد، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات