أشاعرة بما نلقى ظلوم

ديوان الشريف المرتضى

أشاعرةٌ بما نلقى ظَلومُ

فما نلقى وإنْ حَقَرَتْ عظيمُ

ولو صدق الوشاةُ إليك عنّي

لقالوا إِنّه دَنِفٌ سقيمُ

أفاقوا من هوىً فلَحَوْا عليه

ومن لا يعرف البَلْوى يلومُ

يلوم على الهوى مَن ليس يدري

بأنّ ضَنَى الهوى داءٌ قديمُ

وناموا والهوى سَقَمٌ دَخيلٌ

طويلٌ لا ينام ولا يُنِيمُ

وليلةَ زارنا منكمْ خيالٌ

وجِلْدُ اللّيل من وَضَحٍ بَهيمُ

وأَحسبُهُ الضّجيعَ على وسادي

وما رام اللّقاءَ ولا يرومُ

وكيف يزور من بلدٍ بعيدٍ

ولا عَنَقٌ هناك ولا رسيمُ

ومعشوقٍ له نطقٌ رخيمٌ

يُدِلُّ به ومُنْتَطَقٌ هضيمُ

لنا من لفظهِ درٌّ نَثيرٌ

ومن ثَغرٍ له درٌّ نظيمُ

خلوتُ به وباطنه سليمٌ

بلا دَنَسٍ وظاهره كليمُ

لمنْ طَلَلٌ وقفتُ به سُحيراً

أُصَيحابي وقد هَوَتِ النّجومُ

وللظّلماء في الخضراءِ بُرْدٌ

وُشومٌ بالكواكب أَو رُقومُ

وعُجنا نحوه والشّوقُ حادٍ

قلائصَ في مغانيها القَصيمُ

وكيف سؤالُ رسمٍ عن فريقٍ

ولم تعرف فتخبرك الرّسومُ

لفخر الملك في شرف المعالي

محلٌّ لا يُرامُ ولا يَرِيمُ

وفضلٌ حلّ ساحته خصوصٌ

وأفضالٌ تجلّلنا عُمومُ

خلائقُ كالزّلالِ العَذْبِ أضحى

يزعزعه لدى سَحَرٍ نسيمُ

وصدرٌ لا يبيت عليه حِقْدٌ

ولا تَسرِي بساحته السَّخيمُ

وبشْرٌ قبل أنْ تكفِ العطايا

يُشاهده فيستغني العديمُ

وإنْ قِسناه فالتّبريزُ نقصٌ

لمن يَعدوه والتّبذيرُ لُومُ

ألا قلْ للأُلى ملكوا البرايا

وعشعش في ديارهمُ النّعيمُ

وحلّوا كلَّ شاهقةِ المباني

من العلياء يسكنها الكريمُ

وطالتْ فيهمُ أيدٍ إذا ما

تمنَّوْه كما طالتْ جُسومُ

ملوكٌ ما لهمْ طرفٌ دَنِيُّ

يعابُ به ولا خُلُقٌ ذميمُ

أَرونا مثلَ فخرِ الملك فيكمْ

يقوم من الأمور بما يقومُ

ومَن خضعتْ لغُرّتِهِ النّواصي

وقِيدَتْ في أزمّتِهِ القُرومُ

فللّهِ اِنبِعاثُك كلَّ يومٍ

تسوم من العظيمة ما تسومُ

على جرداءَ إنْ حُبِسَتْ فقصرٌ

وإنْ ركضتْ لِهَمٍّ فالظّليمُ

وحَولك في مُلَملمةٍ رجالٌ

رُكودٌ في سُروجِهمُ جُثومُ

وفي أيديهمُ أَسَلٌ طِوالٌ

لهَاذِمَةٌ إلى الأَرواح هِيمُ

إذا غضبوا رأيتَ الموتَ صِرفاً

على مُهَجِ الكرامِ بهمْ يحومُ

وعِيدُ النّحْرِ يُخبر أنّ ظِلّاً

مَنَنْتَ به على الدّنيا يدومُ

وقد جادتْ سحائبه سعوداً

ونُعْمى لا تجود بها الغيومُ

فنلْ منه الطِّلابَ فكلُّ يومٍ

أَنَالَكَ ما طلبتَ أخٌ حميمُ

فعيشٌ لا تكون به مماتٌ

ودهرٌ لست عاذرَه مَلومُ

وأُمُّ الدّهر ناسلةٌ ولكنْ

لمثلك أنْ يكون لها عقيمُ

وما نخشى صُرُوفَ الدّهرِ جَمْعاً

وأنّك من بوائقها حريمُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف المرتضى، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات