أرى عزة من بين أثناء ذلة

ديوان الشريف المرتضى

أَرى عِزّةً مِن بَين أثناء ذلّةٍ

وعجزاً أراناهُ الزّمان لقدرةِ

وَكَم ذا رَأينا والعَجائب جمّةٌ

زجاجةَ سعدٍ صَدّعتْ نحسَ صخرةِ

خُذوها وَإنْ لَم تَعلموا كيفَ أَخذها

ولا كَيفَ جاءت نَحوكمْ إذ ألمّتِ

وَلا تَحسبوها في قَنيص اِحتِيالِكمْ

فَقد خَرجتْ عن أن تُنال بحيلةِ

وَعنّتْ لَكمْ والمطلُ عنها بنَجْوَةٍ

ولم تأتكمْ كُرهاً ولا هي عنّتٍ

وَلَم تكُ إلّا مِثلَ نُغْبَةِ طائرٍ

وقبْسةِ عجلانٍ ولمحةِ نظرِةِ

فَلا تغمصوها نعمةً إنْ تؤُمِّلَتْ

بِعينِ الحِجى أوفتْ على كلّ نعمةِ

وَأَعطوا الّذي أعطاكُمُ فوقَ سَومكمْ

رِضاهُ وَلا تُدانوا له دارَ سَخْطَةِ

فَإِنّ الّذي يكسو على العُرْيِ قادرٌ

وَلا منيةٌ في الدّهر إلّا كخيبةِ

وَقولوا لِمَن حاباكُمُ وأراكُمُ

بأنّكُمُ نِلْتُمْ مُناها بمُنيَةِ

أَلا هنّ صُنعٌ من عزيزٍ مُقدِّرٍ

أَخوذٍ على أيدِي الرّجالِ موقِّتِ

وَلا تَأمَنوا أَمراً بغير رَوِيَّةٍ

لديهِ ولا رأيٍ عليهِ مُبَيَّتِ

وَما هيَ إلّا زلّةٌ مِن زَمانِكمْ

فحتّى متى يأتي الزّمانُ بزلّةِ

وَما كانَ قَد كانَ عَن سببٍ له

علمناهُ لكنَّ المقادير جُنّتِ

فَإنْ وَفَتِ الأقدارُ عابثةً لكمْ

فَكمْ مِن وفاءٍ بَعده شرُّ غدرةِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف المرتضى، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات