أرن في عذبات الأيك مرنان

ديوان ابن النقيب

أرنَّ في عَذَباتِ الأيكِ مِرْنانُ

ولاحَ للبرْقِ إِسرارٌ وإِعلانُ

فاهتاجَ قلبي زهير في الضلوع إلى

ذكر الأحبَّة والإِسكان جَنّانُ

ونازعٌ من رسيسِ الحبِّ مدّكرٌ

وراءَهُ جيرةً شَطَّتْ وأوطانُ

مراتعٌ للصبا ميثاءٌ مُمرِعةٌ

ومأْلَفٌ كلُّه حسنٌ وإِحسان

وفتيةٌ هُمْ على إِعمالِ ما بَلَغتْ

إِليه خيلُ المنى في السرِّ أعوانُ

أيامَ روضُ والحمى تندى أراكَتُه

والعيشُ مُسترِقُ اللَّذاتِ فيْنانُ

وصَرْحنا من شياتِ الزهرِ في حِبَرٍ

للوشي يحسدها في الحُسنِ غُمْدانُ

وفي مطالعه بدرٌ على غُصُنٍ

لقد تنازَعَهُ الخطيُّ والبَانُ

يرنو بمنْهُوكةِ الألحاظِ فاترةٍ

كأنّما جَفْنُها بالسحْرِ غصَّانُ

ما رَنَّقَتْ فيه يوماً للكرى سِنَةٌ

إِلا حسبناهُ يرنو وهو يَقْظَانُ

أبانَ في ملعبِ الأطواقِ عن جَيَدٍ

لم يُحْصَ فيهنَّ بالتهييفِ غَرثانُ

بَدا لنا في أكاليلِ البَهارِ ضحىً

ودون إِعجابه كسرى وخاقانُ

فما نَفَضْتُ يدي عن وصفِ طلْعَتِه

حتى أناخَ بنا للفضلِ عُنوانُ

شَهْمٌ له في فنون العلمِ جامعةٌ

وراءَها منه تحقيقٌ وإِتقانُ

ولهجةٌ أَفصحت عنها بلاغَتُهُ

فليسَ يُدْركُها قُسٌّ وسَحْبانُ

صدرُ المحافلِ قاضي مصرَ مَنْ شَرُفَتْ

به دمشقُ وقد أضحى لها شانُ

وسوفَ تزهو به مصرٌ ويوسعها

فخراً فتحسدها في الشرق بَغدانُ

وسوف يحيا بها رَبعُ الكمالِ به

ويستقيم لها بالشرع ميزانُ

وتغتدي بثناه روضةً أُنُفاً

كأنّما حفَّها بالشِعب بَوّانُ

مولاي هاكَ فتاةً بنتَ ليلتها

تهدّلتْ فوقها للسِحْر أغصانُ

جاءت بتأريخ حُسْنٍ وهي مخجلةٌ

في بيتِ شِعْرٍ له في النَقدِ رجحان

حيّا الإله واحيى مصرَ من بلدٍ

بالجودِ والعلم وافاها سليمان

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن النقيب، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات