أراح الله من بصري

ديوان أبو نواس

أَراحَ اللَهُ مِن بَصَري

كَما قَد سامَني نَظَري

يُكَلِّفُني تَوَلُّعُهُ

بِمُردانٍ ذَوي خَطَرِ

فَواحُزناهُ مِن عَينٍ

بِنَظرَتِها جَنَت ضَرَري

فَإِن عاتَبتُها فيهِ

أَحالَتني عَلى القَدَرِ

فَتَخصِمُني فَأَسكُتُ لا

أُحيرُ القَولَ كَالحَجَرِ

فَيا مَن لَم يَكُن لِلحُب

بِ فيهِ مَيلُ ذي وَطَرِ

وَلَم يَذُقِ الهَوى نَوعَي

نِ مِثلَ الشَهدِ وَالسَبرِ

تَلومُ فَوَالَّذي نَجّا

كَ مِن شَوقي وَمِن ذِكَري

لَوَ اِنَّكَ ذُقتَ أَحياناً

مُخالاةً مِنَ الفِكَرِ

وَقَد فَتَحَ الهَوى بِيَدَي

كَ أَلواناً مِنَ العِبَرِ

وَأَنتَ عَلَيكَ مَغضوبٌ

وَقَلبُكَ غَيرُ مُصطَبِرِ

إِذَن لَعَلِمتَ أَنَّ الحُب

بَ يَأخُذُ أَخذَ مُقتَدِرِ

فَإِنّي مُضمِرٌ أَمراً

أَنا مِنهُ عَلى خَطَرِ

فَوا أَسَفا تَلاعَبَ بي

جُنونُ الحُبِّ في صِغَري

فَأَهرَمَني بِلا كِبَرٍ

وَبَثَّ الشَيبَ في شَعري

فَقولوا لِلَّذي أَهوى

وَكَيفَ تَكَلُّمُ القَمَرِ

فُديتَ إِلى مَتى ذا الشَخ

صُ مِنكَ يَضُجُّ في البَشَرِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو نواس، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات