أحن إلى ضرب السيوف القواضب

ديوان عنترة بن شداد

أَحِنُّ إِلى ضَربِ السُيوفِ القَواضِبِ

وَأَصبو إِلى طَعنِ الرِماحِ اللَواعِبِ

وَأَشتاقُ كاساتِ المَنونِ إِذا صَفَت

وَدارَت عَلى رَأسي سِهامُ المَصائِبِ

وَيُطرِبُني وَالخَيلُ تَعثُرُ بِالقَن

حُداةُ المَنايا وَاِرتِعاجُ المَواكِبِ

وَضَربٌ وَطَعنٌ تَحتَ ظِلِّ عَجاجَةٍ

كَجُنحِ الدُجى مِن وَقعِ أَيدي السَلاهِبِ

تَطيرُ رُؤوسُ القَومِ تَحتَ ظَلامِه

وَتَنقَضُّ فيها كَالنُجومُ الثَواقِب

وَتَلمَعُ فيها البيضُ مِن كُلِّ جانِبٍ

كَلَمعِ بُروقٍ في ظَلامِ الغَياهِبِ

لَعَمرُكَ إِنَّ المَجدَ وَالفَخرَ وَالعُل

وَنَيلَ الأَماني وَاِرتِفاعَ المَراتِبِ

لِمَن يَلتَقي أَبطالَها وَسَراتَه

بِقَلبٍ صَبورٍ عِندَ وَقعِ المَضارِبِ

وَيَبني بِحَدِّ السَيفِ مَجداً مُشَيَّد

عَلى فَلَكِ العَلياءِ فَوقَ الكَواكِبِ

وَمَن لَم يُرَوِّ رُمحَهُ مِن دَمِ العِد

إِذا اِشتَبَكَت سُمرُ القَنا بِالقَواضِبِ

وَيُعطي القَنا الخَطِّيَّ في الحَربِ حَقَّهُ

وَيَبري بِحَدِّ السَيفِ عُرضَ المَناكِبِ

يَعيشُ كَما عاشَ الذَليلُ بِغُصَّةٍ

وَإِن ماتَ لا يُجري دُموعَ النَوادِبِ

فَضائِلُ عَزمٍ لا تُباعُ لِضارِعٍ

وَأَسرارُ حَزمٍ لا تُذاعُ لِعائِبِ

بَرَزتُ بِها دَهراً عَلى كُلِّ حادِثٍ

وَلا كُحلَ إِلّا مِن غُبارِ الكَتائِبِ

إِذا كَذَبَ البَرقُ اللَموعُ لِشائِمٍ

فَبَرقُ حُسامي صادِقٌ غَيرُ كاذِبِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عنترة بن شداد، شعراء العصر الجاهلي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات