أجدك إن لمات الخيال

ديوان البحتري

أَجِدَّكِ إِنَّ لَمّاتِ الخَيالِ

لَمُذكِرَتي بِساعاتِ الوِصالِ

تُؤَرِّقُني إِذا الرُقَباءُ ناموا

أَناةُ الخَطوِ فاتِنَةُ الدَلالِ

لَها جيدُ الغَزالِ وَمُقلَتاهُ

وَلَم تُلمِم بِشِبهِ شَوى الغَزالِ

غَدَت أَترابُها يَنهَضنَ هَوناً

بِثِقلٍ مِن رَوادِفِها الثِقالِ

مَشَينَ ضُحىً بِأَقدامٍ لِطافٍ

وَسوقٍ في خَلاخِلِها خِدالِ

إِذا اِجتَبنَ الحُلِيَّ رَأَيتَ بيضاً

أَوانِسَ كَاللَآلي في اللَآلي

أُمَيِّلُ في هَواكَ وَقَد بَدا لي

مِنَ اِستِحكامِ بُخلِكِ ما بَدا لي

صَبابَةُ مُغرَمٍ لَو راعَ قَلبي

لَقَد أَتبَعتُها بِنُزوعِ سالِ

لَعَمرُكَ ما أَبو الجَيشِ المُرَجّى

بِمَغلوبِ اليَدَينِ عَلى الفَعالِ

وَلا بِمُؤَخَّرٍ يُدعى أَخيراً

إِذا نُدِبَ الرِجالُ إِلى المَعالي

لَهُ يَومُ الثَنِيَّةِ حينَ يَثني

بِكَرَّتِهِ مُسَدَّدَةَ العَوالي

أَراكَ تَزيدُ في عَيني وَقَلبي

إِذا نَقَصَت مَوازينُ الرِجالِ

وَلي بِكَ حُرمَةٌ دَرَجَت عَلَيها

صُروفُ البُعدِ وَالحِجَجُ الخَوالي

فَما أَزرى بِها طولُ التَنائي

وَلا أَنساكَها قِدَمُ اللَيالي

غَدَت لي جُنَّةً مِن كُلِّ خَطبٍ

عَرا وَعَدَدتُها جاهي وَمالي

نَضَوتَ الصَومَ وَاِستَبدَلتَ مِنهُ

هِلالَ الفِطرِ بورِكَ مِن هِلالِ

فَلا زالَت لَكَ الأَعيادُ تَجري

بِحالٍ في السَعادَةِ بَعدَ حالِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان البحتري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

السّعادةُ والشّقاءُ

يختلفُ مفهومُ السّعادةِ والشّقاءِ باختلافِ المجالِ الفكريِّ والآراءِ والتَّوجُّهاتِ، فنجدُ مفاهيمَ عديدةً تختلفُ بينَ اللُّغةِ والفلسفةِ وعلمِ النَّفسِ والاجتماعِ والدّينِ وغيرِها من مجالاتِ الفكرِ والمعرفةِ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات