أتصرف عن ليلى بنا أم تزورها

ديوان الفرزدق

أَتَصرِفُ عَن لَيلى بِنا أَم تَزورُها

وَما صُرمُ لَيلى بَعدَ ما ماتَ زيرُها

فَإِن يَكُ واراهُ التُرابُ فَرُبَّما

تَجَرَّعَ مِنّي غَصَّةً لا يُحيرُها

أَلا لِيَلُم مَن ضَنَّ بِالمالِ نَفسَهُ

إِذا ضِبرِمٌ بانَت بِلَيلٍ خُدورُها

أَلا رُبَّما إِن حالَ لُقمانَ دونَها

تَرَبَّعَ بَينَ الأَروَتَينِ أَميرُها

مُقابَلَةَ الثاياتِ ثاياتِ ضابِئٍ

مَراتِعَ مِنها لا تُعَدُّ شُهورُها

بِصَحراءَ مِكماءٍ تُرَدُّ جُناتُها

إِلَيها الجَنى في ثَوبِ مَن يَستَثيرُها

إِذا هِيَ حَلَّت في خُزاعَةَ وَاِنتَوَت

بِها نِيَّةٌ زَوراءُ عَمَّن يَزورُها

فَرُبَّ رَبيعٍ بِالبَلاليقِ قَد رَعَت

بِمَستَنِّ أَغياثٍ بِعاقٍ ذُكورُها

تَحَدَّرَ قَبلَ النَجمِ مِمّا أَمامَهُ

مِنَ الدَلوِ وَالأَشراطِ يَجري غَديرُها

وَرَحلٍ حَمَلنا خَلفَ رَحلٍ وَناقَةٍ

تَرَكنا بِعَطشى لا يُزَجّى حَسيرُها

تَرَكنا عَلَيها الذِئبَ يَلطُمُ عَينَهُ

نَهاراً بِزَوراءِ الفَلاةِ نُسورُها

وَلَمّا بَلَغنا الجَهدَ مِن ماجِداتِها

وَبَيَّنَ مِن أَنسابِهِنَّ شَجيرُها

تَجَرَّدَ مِنها كُلُّ صَهباءَ حُرَّةٍ

لِعَوهَجَ أَو لِلداعِرِيَّ عَصيرُها

مَشى بَعدَما لا مُخَّ فيها بِآدِها

نَجابَةُ جَدَّيها بِها وَضَريرُها

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الفرزدق، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

فرب ربيع بالبلاليق قد رعت

فَرُبَّ رَبيعٍ بِالبَلاليقِ قَد رَعَت بِمُستَنِّ أَغياثٍ بِعاقَ ذُكورُها تَحَدَّرَ قَبلَ النَجمِ مِمّا أَمامَهُ مِنَ الدَلوِ وَالأَشراطِ يَجري غَضيرُها أَلَم تَعلَمي أَنّي إِذا القِدرُ حُجِّلَت…

تعليقات