أتحسب سوء الظن يجرح في فكري

ديوان الشريف الرضي

أَتَحسِبُ سوءَ الظَنِّ يَجرَحُ في فِكري


إِذاً فَاِحتَوي بي العَجزَ مِن كَنَفِ الصَبرِ


وَعاقَت يَدي عِندَ النِزالِ عَوائِقٌ


عَنِ السَيفِ لا تُدني يَدَيَّ مِنَ النَصرِ


فَلا تَقرِنا ظَنّي بِظَنِّ مُسَفَّهٍ


يَظُنُّ بِوَقعِ الأَثرِ في غُرَّةِ البَدرِ


فَقَلبِيَ يَأبى أَن يُدَنَّسَ سِرُّهُ


بِرَيبٍ وَوُدّي أَن يُعَنَّفَ مِن غَدري


وَقَد جُدتُ بِالنُعمى عَليكَ لِأَنَّني


حَلَلتُ عُرى ضِغنى وَكَفكَفتُ مِن وِتري


وَلَو أَنَّني جازَيتُ قَوماً بِفِعلِهِم


لَأَلبَستُهُم حَلِياً مِنَ البيضِ وَالسُمرِ


وَأَخلاقُنا ماءٌ زُلالٌ عَلى الرَضى


وَإِن أُسخِطَت عادَت عَلى السُخطِ مِن صَخرِ


إِذا ما غَضِبنا كادَتِ الأَرضُ تَنطَوي


حِفاظاً وَيَرمي الأُفقُ بِالأَنجُمِ الزُهرِ


وَما نَحنُ إِلّا عارِضٌ إِن قَصَدتَهُ


لِجودٍ حَباكَ النائِلَ الغَمرَ بِالقَطرِ


وَإِن هُزَّ لِلأَضغانِ عادَت بُروقُهُ


حَريقاً عَلى الأَعداءِ مُضطَرِمَ السَعرِ


غَفَرتُ ذُنوباً مِنكَ أَذكَت عَزايمي


وَكادَ شِهابُ السُخطِ يَطلَعُ مِن صَدري


صَفَحتُ وَقَد كانَ التَغَصُّصُ ذادَني


عَنِ الصَفحِ لَكِن أَنتَ مِن كَرَمِ البَحرِ


وَمَن قَيَّدَ الأَلفاظِ عِندَ نِزاعِها


بِقَيدِ النُهى أَغنَتهُ عَن طَلَبِ العُذرِ


فَرُح غانِماً بِالعَفوِ مِمَّن لَوِ اِنطَوى


عَلى حَنَقٍ ماتَ الحَمامُ مِنَ الذُعرِ


بِكَفِّيَ أَنّى شِئتُ ناصِيَةَ العُلى


أَهُزُّ وَأَعناقُ المَكارِمِ في أَسري

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف الرضي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات