أبى البرق إلا أن يحن فؤاد

ديوان ابن خفاجة

أَبى البَرقُ إِلّا أَن يَحِنَّ فُؤادُ

وَيَكحَلَ أَجفانَ المُحِبِّ سُهادُ

فَبِتُّ وَلي مِن قانِئِ الدَمعِ قَهوَةٌ

تُدارُ وَمِن إِحدى يَدَيَّ وِسادُ

تَنوحُ لِيَ الوَرقاءُ وَهيَ خَلِيَّةٌ

وَيَنهَلُّ دَمعُ المُزنِ وَهوَ جَمادُ

وَقَد كانَ في خَدّي لِلشُهبِ مَلعَبٌ

فَقَد صارَ فيهِ لِلوِرادِ طِرادُ

وَلَيلٍ كَما مَدَّ الغُرابُ جَناحَهُ

وَسالَ عَلى وَجهِ السِجِلِّ مِدادُ

بِهِ مِن وَميضِ البَرقِ وَاللَيلُ فَحمَةٌ

شَرارٌ تَرامى وَالغَمامُ زِنادُ

سَرَيتُ بِهِ أُحَيِيهِ لاحَيَّةُ السَرى

تَموتُ وَلا مَيتُ الصَباحِ يُعادُ

يُقَلِّبُ مِنّي العَزمُ إِنسانَ مُقلَةٍ

لَها الأُفقُ جَفنٌ وَالظَلامُ سَوادُ

بِخَرقٍ لِقَلبِ البَرقِ خَفقَةُ رَوعَةٍ

بِهِ وَلِجَفنِ النَجمِ فيهِ سُهادُ

سَحيقٌ وَلا غَيرَ الرِياحِ رَكائِبٌ

هُناكَ وَلا غَيرَ الغَمامِ مَزادُ

كَأَنّي وَأَحشاءُ البِلادِ تَجُنَّني

سَريرَةُ حُبٍّ وَالظَلامُ فُؤادُ

أَجوبُ جُيوبَ البيدِ وَالصُبحُ صارِمٌ

لَهُ اللَيلُ غِمدٌ وَالمَجَرُّ نِجادُ

وَفي مُصطَلى الآفاقِ جَمرُ كَواكِبٍ

عَلاها مِنَ الفَجرِ المُطِلِّ رَمادُ

وَلَمّا تَفَرّى مِن دُجى اللَيلِ طِحلِبٌ

وَأَعرَضَ مِن ماءِ الصَباحِ ثِمادُ

حَنَنتُ وَقَد ناحَ الحَمامُ صَبابَةً

وَشُقَّ مِنَ اللَيلِ البَهيمِ حِدادُ

عَلى حينَ شَطَّت بِالحَبائِبِ نِيَّةٌ

وَحالَت فَيافٍ بَينَنا وَبِلادُ

عَشِيَّةَ لا مِثلَ الجَوادِ ذَخيرَةٌ

وَلا مِثلَ رَقراقِ الحَديدِ عَتادُ

إِذا زارَ خَطبٌ خَفَّرَتني ثَلاثَةٌ

سِنانٌ وَعَضبٌ صارِمٌ وَجَوادُ

فَبِتُّ وَلا غَيرَ الحُسامِ مُضاجِعٌ

وَلا غَيرَ ظَهرِ الأَعوَجِيِّ مِهادُ

مَعانِقَ خِلٍّ لايُخِلُّ وَإِنَّما

مَكانُ ذِراعَيهِ عَلَيَّ نِجادُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن خفاجة، شعراء العصر الأندلسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات