أبرق بدا أم زحزح اليوم برقع

ديوان الأمير الصنعاني

أبَرْقٌ بدا أم زحزح اليومَ بُرقعٌ

لسلمى فهذا نورها يتسطع

أم ابتسمت عُجْباً لما قال قائل

بأنِّي للعهد القديم مضيع

لحى اللّه هذا الناس أين عقولهم

يقولون ما ليست له الأذن تسمع

وقد أثَّروا إذ كثّروا في مقالهم

وقد ساءها ما شيعوه وشنعوا

فقد أرسلت ريحُ الصبا برسالة

وفي طيها عتْبٌ لطيف مروِّع

يكاد يسيل الدمع لو كان ممكناً

ولكنه لم يبق للعين مدمع

توالت عليه الحادثات فلم يزل

عليها بقدر الحادثات يوزع

فأفنيته والحادثات بأسرها

كأني أسقيها بدمعي وأزرع

بروحِي ذاك العتب من خير عاتب

وإن كان فيه ما يهول ويفزع

أحباي ما عنكم تبدلت راضياً

ولكن لأمر ليس في الكتب يرفع

سأملي عليكم ما يسر قلوبكم

إذا ما سحاب البيت عنا تقشَّعُ

لقد زادني حباً لكم وصل غيركم

خلاف الذي كنا له نتوقع

وعرَّفني أن ليس في الأرض غيركم

فما الشمس إلا أنتم حين تطلع

ولو كنت بالشرع الشريف محاججاً

لقلت لكم قد حل في الشرع أربع

وقلنا لك خير النبيين أحمد

توفي عن تسع وذاك المشرع

وقلنا لكم أصحابه لاغترابهم

عن الأهل في أسفارهم قد تمتَّعوا

على أنكم لو تعلمون محلكم

بقلبي لما نزَّتْ من العين أدمع

وقلتم لنا زد ما تريد فإنما

تزيد لنا حباً بما أنت تصنع

فلست ترى في الناس ما عشت غيرنا

ولسنا نرى يا بدرُ غيرك يولع

فلا تخش من عتْبِ إليك موجَّةٌ

وحاشا يوافي سُوحَك اليوم تُبَّع

وإنا لفي خير إذا كنت سالماً

وعما قريب شملنا سوف يجمع

فهنيت ما أُعطِيتَ من كل نعمة

عدوك مخفوض وشأنك يرفع

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الأمير الصنعاني، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات