أإن بعدت لمياء والإلف ينزح

ديوان ابن الساعاتي

أإن بعدتْ لمياءُ والإلفُ ينزحُ

غدا دمع عيني في المنازل ينزحُ

فلله قلبٌ بات بالقلب هائماً

يظاهرهُ دمعٌ على السَّفح يسفحُ

سحائبُ باتت ساجياتٍ ذيولها

وتبريح شوقٍ دائمٌ ليس يبرحُ

وما فاض دمع العين حتى تبسّمتْ

طلائع برقٍ من تهامة تلمحُ

يتيّم قلبي ظبيُ تيماءَ ظالماً

ويوضح ما أخفيته عنك توضحُ

فيعطو ولا يعطي المحبّين طاعة

ويسنح إلاَّ أنه ليس يسمحُ

أموت وأحيا في محبة هاجرٍ

يجدّ الهوى في أله وهو يمزحُ

قبيحُ فعالٍ يحسنُ الوجدُ عنده

وحسنٌ يشين الصبر عنهُ ويقبحُ

يعدّد لي ذنباً ولست بمذنبٍ

فما ضرّهُ لو كان يعفو ويصفحُ

وكالبدر في ليلِ الذوائب طالعٌ

وكالغصن في ظلِّ الصّبا يترنَّحُ

فيا ظبيةَ الوعساء من أيمن الحمى

حلفت من جوى قلبي وإني لمترحُ

أحنُّ اشتياقاً وهي تسجع سلوةً

وأبكي غراماً وهي في الأيك تصدحُ

خليليَّ هل نام الصّباح عن الدُّجى

فإنّي أرى الظلماء لا تتزحزحُ

أظنّ صباحي طال في الحرب عمره

فأمسى إلى سلمٍ مع الجنح يجنحُ

بليتُ بحبٍّ في الجوانح جانحٍ

وإن كان حبّاً للجوارح يجرحُ

فيا طالما يمسي ويصبح لاهياً

سل الوجد عنّي كيف أمسي وأصبحُ

فإمَّا حياةُ في هواك هنَّيةٌ

وإلاَّ فجدْ بالموت فالموت أروحُ

لقد زار ليلاً بالنجوم مقلداً

خيالٌ بأثواب الظلامٍ موشحُ

يزور وأخفي لوعتي عن رقيبهِ

فما حيلتي والمسك والدمع يفضحُ

فما الشمس إلاَّ وجهه حين يجتلى

ووجه عليٍّ حين يغشى ويمدحُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الساعاتي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات