قانون حفظ الخير

.

نعيش في عالم مملوٌء بالتعقيدات التي قضينا من السنين أكثرها حتى فهمنا بعضها وكنّا ولازلنا نستكشف وننبهر من هذه التحفة التي خلقها الله من كل نواحيها … ومع كل هذه التعقيدات فالكون موزو ٌن بطريقة إلهية يقف الإنسان أمامها عاجزاً متعجباً … فلو تقدمت الشمس شعره لمُتنا من الحر ولو تأخرت شعره لمتنا من البرد وبين الشعرتين تدرك حجم الدقة الهائلة في هذا الكون .

ولم تكن الدقة محصورة على الماديات فقط ولكنها أيضاً في الأشياء الغير محسوسة فالقوانين الفلكية والكيميائية والفيزيائية جاءت مبرهنة ً أيضا على هذا التكامل الكوني العجيب … ولعل من أبرز ما جاءت به الفيزياء من قوانين هو قانون حفظ الطاقة والذي ينص على  (أن الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم بل تتحول من شك ٍل إلى آخر )

تأخذ النبتة الطاقة الضوئية من الشمس وتحولها إلى طاقة كيميائية وماهي إلا لحظات حتى تكون هذي النبتة لقمة بين فكين ذلك الخروف السمين الذي ما يلبث هو الآخر أن يعيش ساعات حتى يكون على مائدة وجبة الغداء … وبعدها

بساعات تقرر ممارسة الرياضة فتتحول الطاقة الكيميائية التي اكتسبتها من الغداء إلى طاقة حركية وبذلك تكون الطاقة الضوئية من الشمس تحولت إلى طاقة حركية في جسمك بعد التحول من شكل إلى آخر فالطاقة الكلية في البداية تساوي الطاقة الكلية بعد سلسلة من التحولات في وقت معين .

قلبتُ في نص قانون حفظ الطاقة وعدلتُ عليه ما عدلت حتى خرجت بقانون أصبح قاعدة رئيسية و مس ّلمة من المسلمات التي أعيش عليها و مؤمن بالكمية وجاهل بالكيفية ألا وهو ( فعل الخير)

  ” الخير لا يفنى و يستحدث من العدم ويتحول من شكل إلى آخر “

هذه القناعة نابعة من ثقتي بدقّة وعدل الله فمن وزن هذا الكون من الذرة إلى المجرة لا يعجزه سبحانه أن يزن اقداره ، ففعل الخير يعود على صاحبه في الدنيا بنفس المقدار ولكن الكيفية مجهولة تماماً كما في الطاقة ، فأنت تطعم الفقير هنا وتجارتك تنمو هناك ، وأنت ت ِصل رحمك هنا وتعود عليك بصلاح أبنائك هناك ، وأنت تجاهد في بر والديك هنا ويكافئك الله ببركة في العلم والجسد هناك .

من المؤسف أنه لايمكن قياس هذا القانون نظرياً ولكن الجميل في الأمر أنك تفعل الخير ولا تنتظر الشكر والعرفان من أحد ولا تنتظر مكافئة مادية أو معنوية لكنك مطمئن القلب مدرك جيداً أن فعلك لم يخفى على الله ولن ينساه لك

[ من يفعل الخير لا يعدم جوازيه

لا يذهب العرف بين الله والناس] .

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات