في ظلك الجميل يا عمر!

هذي الكرامة في أسمى معانيها

والمجدُ يطرقُ أبوابَ العُلا تِيها

أحبُ فيك خِلالاً لستَ تعلمها

ولو علمتَ لمَا لمتَ النهى فيها

فأنت أظرفُ ما خلفتُ من ولدٍ

وعن جمالكَ قد نوّهتُ تنويها

قلائدٌ أربعٌ للشعر مفخرة

هيَ القريحة ، والإلهامُ حاديها

وأنت – في موكب الأشواق – فارسُها

وأنت – في معقد الآمال – شاديها

وأنت – في زورق الأشعار – أمنية

ترجو السلامة في دنيا أمانيها

وأنت قنديلُ مسكٍ فاحَ رونقه

فأنبت النورَ غضاً في دياجيها

وأنت – في غرّة الأجيال – ملحمة

تغشى المعامع ، لا تخشى عواديْها

وأنت دُوحة سِدر طاب مأكلها

ويستظل بها – في القيظ – آتيها

أنت الشهامة في أسمى معالمها

وعزمة الجدّ قاصيها ودانيها

إني اشتريتُ لك الأمجادَ سامقة

صُنها لأنك يا فاروق حاميها

وكم شقيتُ لتحيا باسماً ألقاً

في غربةٍ سَحقتْ نفسي بلاويها

قد أنشبتْ في شراييني مخالبها

وأسكنتْ همتي مأوى مآسيها

حتى فزعتُ إلى ربي أحاكمُها

قوتلتِ من غربةٍ فارت مخازيها

فثبّت الله قلباً كان يركلها

فبات مولىً ذليلاً مِن مَواليها

فخاصمَ الكل في الرحمن محتسباً

وجذوة الشعر قد فاضت قوافيها

حتى أتانيَ وثابَ الخطا (عمرٌ)

يُزجي العزيمة للمهزوم ، يُزْكيها

أعز ربي به الإسلامَ يوم أتى

يريد وأدَ العُرَى بقتل مُسديها

فصار بعد دخول الحق فارسه

كهف الحنيفة مِن بلوى أعاديها

وسلّ سيفاً على الكفار مُنصلتاً

يُطهّر الأرض مِن كُفر يغشّيها

كذا أريد أبا حفص لمِلتنا

فإنها اليومَ عانت ، مَن يواسيها؟

يا أيها الشهمُ أنت اليوم عُدتها

وأنت مشعلُ نور في ضواحيها

وأنت في لجة الأوهام مُنقذها

بعد المليك إذا ضلتْ مراسيها

أرخصْ دماءكَ ، فالفردوسُ غالية

وتشتهي أن ترى أشلاء راجيها

يا دوحة في هجير الدهر ترحمُنا

فترسلُ الظل غضاً مِن مَغانيها

ظلٌ جميلٌ ، رعاك الله يا ولدي

وبرُ أمك يا فاروق يُرضيها

فكنْ كريماً تقياً مُخلصاً ورعاً

أنت الكرامة في أسمى معانيها

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات