شعر عبد الحميد الديب – إن حظي كدقيقٍ

شعر عبد الحميد الديب - إن حظي كدقيقٍ

إنّ حظّي كدقيقٍ

فوقَ شوكٍ نثروهُ

ثمّ قالوا لحُفاةٍ

يومَ ريحٍ إجمعوهُ

صعُبَ الأمرُ عليهمْ

قلتُ يا قومِ اتركوهُ

إنّ من أشقاهُ ربِّي

كيفَ أنتم تسعدوهُ؟

— عبد الحميد الديب

جاء في ديوان عبد الحميد الديب – تحقيق محمد رضوان – ص 201 البيتان الأولان، وعلق المحقق على ذلك فقال: (اختلف النقاد حول نسبة هذا البيت للديب، لكن رجح العديد من معاصريه أن الديب أطلق هذا البيت في لحظة من لحظات بؤسه وثورة نفسه، ويدللون على ذلك أن الديب في أيام زواجه الأولى عام 1939 لم تكن تسعه الدنيا، وفي لحظة من لحظات الصفاء النادرة التي أحس فيها أن الدنيا ابتسمت له سئل: هل مازال متمسكا بعقيدته في سوء حظه الذي عبر عنه ببيته الشعري المشهور هذا، فأجاب: لقد ابتسمت لي الدنيا الآن، وأنشد قائلا …….. ) .. الأبيات.
وللعلم فإن عبد الحميد الديب وُلِد سنة 1898 م، والشاعر السوداني إدريس جماع وُلِد سنة 1922 م، وحسب رواية معاصري الديب فإن الأبيات قيلت سنة 1939 م وهذا معناه أن الشاعر إدريس كان في السابعة عشرة من عمره آنذاك، ولم يكن قدم مصر بعدُ ليلتحق بدار العلوم، ولم يُعرف بصفته أديبا أو شاعرا في الأوساط الأدبية في السودان ولا في مصر إلا بعد الحرب العالمية الثانية بمدة، ثم إن بعض الشعراء المعاصرين للديب رددوا هذه الأبيات كثيرا حتى ظن السامعون أنها لهم فنسبوها مرة للتجاني يوسف البشير، ومرة للشاعر العراقي النجفي محمد صالح بحر العلوم، ومرة لإدريس جماع، ويبقى الترجيح من معاصري الديب مثل الدكتور عبد الرحمن عثمان الذي خص الديب بدراسة عميقة، وإذا تتبعت شعر الديب في تصوير حياته البائسة تأكت من روحه تسري في هذه الأبيات، والله الموفق.

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في أبيات شعر عامة

قد يعجبك أيضاً

تعليقات

  1. ولعل احدهم نقل عن الآخر ولكننا في السودان نتناقله عن الراحل ادريس جماع جيلا بعد جيل ابتداءاً من الذين عاصروه قبيل الاستقلال والى يوم الناس هذا – اي ما يقرب من 80 عام, وبمخالفة في البيت الثالث: صعب الأمر عليهم فتنادوا اتركوه.