شعر رثاء – هي الصدمة الأولى فمن بان صبره

شعر رثاء - هي الصدمة الأولى فمن بان صبره

هي الصدمة الأولى فمن بان صبره
على هول ملقاها تضاعف أجره
ولابد من موت وفوت وفرقة
ووجد بماء العين يوقد جمره
وما يتسلى من يموت حبيبه
بشيء ولا يخلو من الهم من الهم فكره
ولكنه جرح يعز اندماله
وكسر جناح لا يؤمل جبره
أذم صباح الأربعاء فإنه
تبسم عن ثغر المنية فجره
أصاب الهدى في نجمه بمصيبة
تداعى سماك الجو منها ونسره
وأفقر أهل الأرض من باذل الغنى
إذا قنط المحتاج واشتد فقره
عدمنا أبا الإسلام والملك والندى
وفارقنا قرد الزمان ووتره
فلا تعذلونا واعذرونا فمن بكى
على فقد أيوب فقد بان عذره
وكنا إذا ضاقت بأمر صدورنا
تكفله منا يداه وصدره
وإن عبست أيامنا ووجوهنا
مشى بيننا في معرض الصلح بشره
أقام بأعمال الفرات وخيله
يراع بها نيل العزيز ومصره
إلى أن رماها من أخيه بضيغم
فرى نابه أهل الصليب وظفره
فلما قضى نحبي حياة ودولة
بأمرك في إدراكها ثم أمره
تعاقبتما مصراً تعاقب وابل
يبيت بقطر النيل ينهل قطره
نزلت بدار حلها فحللتها
فمغناك مغناه وقصرك قصره
وواخيته في البر حياً وميتاً
فقبرك في دار القرار وقبره
وقد شخصت أهل البقيع إليكما
وإلا فسكان الحجون وحجره
هنيئاً لملك مات والعز عزه
وقدرته فوق الرجال وقدره
وأدرك من طول الحياة مراده
وما طال إلا في رضى الله عمره
وأسعد خلق الله من مات بعدما
رأى في بني أبنائه ما يسره
شهيد تلقى ربه وهو صائم
فكان على أهل الشهادة فطره
مضى وهو راض عنك لم ترم صدره
بضيق ولا جاشت من الغيظ قدره
حمى حوزة الإسلام والدين بعده
ثمانية من أجلهم عز نصره
فخذ حصرهم مني ففي حسناتهم
وإحسانهم ما ليس يمكن حصره
وسامح فللتركيب في النثر فسحة
يطول بمعناها على النظم نثره
تبعت القوافي طاعة وضرورة
فلا تلحني فيمن تأخر ذكره
فمن ناصريه عزه وتقيه
وسيفاه منهم والصلاح وفخره
أولئك أهل الحل والعقد ينتهي
إلى أمرهم طي الزمان ونشره
ومن كافليه قطبه وشهابه
إذا بات محتاجاً إلى الشد أزره
هما أخوا أيوب والملك الذي
أتى بهما تلواً له وهو بكره
وما حسن فوق الحسين وإنما
تأخر عنه بالولادة عصره
ولو خلف ابناً واحداً سيد الورى
لما حاز ميراث الخلافة صهره
ولم يتنازع عمه وابن عمه
عليها إلى أن يجمع الخلق حشره
فكيف بخيس آل أيوب أسده
لقد بان خوف الدهر منهم وذعره
وعلى الله نجماً تعرف الشمس أنه
أبوها ونور البدر منها وزهره
وأبقى المقام الناصري فإنه
لدولتكم كنز الرجاء وذخره
أفاض على الأيام أحسن سيرة
يموت بها جور الزمان وغدره
إذا كانت البلوى من الله فليكن
من الحزم حمد الله فيها وشكره

– عمارة اليمني

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في أبيات شعر رثاء

قد يعجبك أيضاً

تعليقات