رويداً أيها المرتزقة!

رويدكَ يا أيها المرتزقْ

ونحو المهالك لا تستبقْ

سيقتلك المالُ ، يا مُفترٍ

ويوماً بما تنتوي تحترق

تَقَوّتْ بإبلاغ هدي السما

ولكن بلا جشع أو مَلَق

وداعي المليك عفيفُ المُنى

وعمن علا في الدنا يفترق

يريد بدعوته جنة

يجود بها الله ربُ الفلق

له أسوة الخير في المصطفى

وبالوحي بين الورى ينطلق

فلم يخش من لائم لومة

لذاك قلاهُ الأسى والأرق

ويجعل ما قاله هِبَة

لأن الرضا بالقضا يأتلق

وإن كان ينشدُ مالاً لهُ

فليس سوى ما يسُد الرمق

وداع الدراهم في شقوةٍ

لأن الفؤاد بها قد غرق

ويخدعُ بالعَبَراتِ الورى

ويسعى فقيراً بثوب خلق

ويصطنع الزهدَ كى يشفقوا

وقوْسُ التزلف لا تنشرق

يتاجر في الدين مستكلباً

لقاءَ الدنانير بعد الورِق

وما هزّهُ الوعظ أو ردّهُ

فأمسى يلفق أو يختلق

يسوق المعاذير مستلئماً

ويُزجي الأضاليل مدّ الأفق

ألا إنني ناصحٌ مخلصٌ

ونصحي كمثل الفرات الغدق

أفقْ مِنْ خداعك ياغافلاً

فلن تخدع الرب يا مرتزق

وخلصْ نواياك من غيّها

فكم عانت اليوم أشقى الرهق

وكن من دعاةٍ سما شأنهم

بضاعتهم دينهم والخلق

ولا ترجُ بالدين دنيا ، فذا

صَنيعُ الذي في السراب يثِق

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات