حِوارٌ مع الليل!

أيها الليلُ المستكينُ كفانا

قد فقدنا – بين الأنام – الأمانا

واحتوانا الحُزنُ المُرَوّعُ دهراً

وجَثوْنا – فوق العذاب – زمانا

كل أرض فيها الدماءُ بحارٌ

ملئتْ يا ليلَ الكروب هوانا

إنها أرواحٌ توحّد رباً

تنشد الحسنى والرضا والجنانا

رفع الكفر اليوم في الأرض رأساً

ودياراً وعَزمة وكِيانا

وله في كل البقاع ذيولٌ

ويُعانُ ، والخير ليس مُعانا

وأيادٍ فيها الحِرابُ تغني

وأماني الكفار لا تتوانى

تنشد النصرَ المستنيفَ علينا

إنّ في طيّات الأماني دخانا

أيها الليلُ إنما نحن موتى

فمُصابُ الموت البغيض طوانا

رخصتْ أعراضٌ ، وماتت قلوبٌ

وأريقتْ في كل صُقع دمانا

وفؤادي في كل يوم يُعاني

حسراتٍ في خاطري وطِعانا

وضميري – في حزنه – يتلوى

ويراعي ملّ الدموع بيانا

ورفاقُ الدرب المَجيد سَرابٌ

صوّبوا – في قلب البرئ – السنانا

ثم كانوا عند الطواغي نسيماً

يحتوي عطفاً نابضاً وحنانا

أيها الليلُ اذهبْ ، ودعني وصحبي

كم سهرنا يا صاحبي ، فكفانا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات