تراني عندما أرى لحيتك! (اشترطتْ اللحية لتقبله زوجاً!)

بلا مُواربةٍ ودون تدشينِ

ودون وعدٍ – بقبح الزور – مَقرونِ

بلا مجادلةٍ ، ولا مداهنةٍ

ودون قول – بزيف اللفظ – مدهون

عليّ عهدٌ أنا قطعتُه سلفاً

أنْ لا أميل إلى التمييع في الدين

وأن أعيش – على التوحيد – صادقة

بعزمةٍ ما بها شيء من اللين

وأن أواجه ما ألقاه مِن محن

بخاطر – بسنا الإيمان – مرهون

وأن أجاهد – بالقرآن – مَن جهلوا

مِن بعد أن قلبوا كل الموازين

وأن أعالج ما إبليس أفسده

ربَ الأنام اكْفنا شر الشياطين

وأن أكون هنا في الناس داعية

إلى الرشاد بتوضيح وتبيين

وأن أجادل بالحسنى من انحرفوا

وأن أقيم – على قولي – براهيني

وأن أغار على الإسلام ، عرقله

– عن أن يعمّ الدنا – كيدُ الفراعين

فلا تؤاخذ فتاة ذاك منهجُها

لأنه منهجُ الغر الميامين

أسلاف أمتنا وأهل شرعتنا

مَن آثروا العيش في عز وتمكين

أنا الصريحة فاقبلني على وضحي

فإن ذا ديدني كل الأحايين

أنا الجريئة في حقي بلا خور

وإن لقيت الأذى ، فليس يثنيني

إني استمعتُ إلى النقاش أجمعه

وكم أخِذتُ بتدليل وتضمين

فالآي تُتلى بلا لحن ولا خلل

وكم يضيّعُ معنىً بعضُ تلحين

وللأحاديث فحواها ورونقها

كأنما تُليتْ من الدواوين

وأنت – واللهِ – سُنيٌ ومعتدلٌ

وفيك خيرٌ كثيرٌ غير ممنون

ولستُ أنكر ما لديك من قيم

ولا أزخرفُ أقوالي بتدشين

والصيتُ بالحُسن موسومٌ ومتصفٌ

ولم يَزل يَستمي فينا بتحسين

والكل يعرف أخلاقاً خُصصتَ بها

إلى جوار حِجىً واع وموزون

وعندك البيتُ ، والخيراتُ تغمره

يُزري بما في القرى من البساتين

وعندك المال موفورٌ لمالكه

وليس مالكه من القوارين

بل حِصة فيه للفقير قد رُصِدتْ

ومثلها ذهبت إلى المساكين

وابن السبيل له سهمٌ أنيط به

فليس يشقى بسهم جد مضمون

وتُقرضُ الناس كي يقضوا مصالحهم

من كل فردٍ – بجلب الرزق – مطحون

وأنت حقاً فتى أحلام مَن نشدتْ

زوجاً تكون به كالخرّد العِين

وإن خطبت فلا تُردّ خِطبتكم

وليس يلحقها شيءٌ من الهُون

وإن شفعت فلا تخيب شُفعتكم

وإن تكن تُرتجى عند الدهاقين

وإن تكلمت فاء الكل ، وانتصتوا

وإن يكن بينهم بعضُ المجانين

واليوم جئت إلى قومي ، لتخطِبني

فرحبوا دون إيراد الأظانين

ودون قيدٍ لهم أبدوْا موافقة

ودون شرطٍ به شاراتُ تخوين

إلا موافقتي أدلي بها علناً

بلا ضغوطٍ ، ولا آيات تزيين

وجاء عمي إلى حُجيرتي فرحاً

يسوق بُشرى بدتْ أحلى من التين

وقصّ ما قصّ من عَرض ومِن طلب

يريد رأيي صريحاً دون تخمين

فقلت: رأيي أمام الكل أطرحه

أمام أسْد رآبيل عرانين

وسوف آتي بنفسي الآن مجلسكم

أدلي برأي جهير غير مأفون

فقال عمي: لعل الله يُكرمنا

مَن أمرُه يا ابنتي بالكاف والنون

وزاد عمي: وهل يراكِ رؤيته

تلك التي فرضتْ بالشرع والدين؟

فقلتُ: ردّي قريباً سوف تسمعُه

وسوف أفصحُ عن كل المَضامين

دعني أكنْ ضيفة تحظى بمجلسكم

تُزجي قراراً صريحاً غير مظنون

فاقتادني العم للخطيب مُدْنية

جلباب مؤمنةٍ أراه يحميني

قلتُ: السلام على أهلي وزائرهم

بلا خضوع بغيض الوقع ملعون

وبين جدي وعمي والعظيم أبي

جلستُ كان جلوسي بعضَ عربوني

فقلت: يا ضيفنا أفصحْ بلا وجل

أبشرْ بجمع – يصون السرّ – مأمون

اطلب تُجَبْ للذي تريد يا رجلاً

مَرحى بضيفٍ عزيز النفس ميمون

فقال: آباؤك الكِرامُ قد علموا

وأنت ربة تلميح وتفطين

فقلتُ: عمي بما تريد أخبرني

وسوف تُمنحُه مِن بعد ذا الحين

دعني أرى لحية تزيد ناظرها

لك احتراماً وشأواً غير مكنون

إن اللحى تجعل الرجال في ملأ

مبجلين غدوا مثل الأساطين

فإن تكن هكذا أقدمْ على عجل

تلق الحليلة في حَلْي وتزيين

أبشرْ قبلتك زوجاً لستُ أرفضه

وإن شرطي له بعض البراهين

إني أرى لحية العريس شامته

حتى يُميّز عن ذات الفساتين

وذكرُها جاء في الوحيين منبلجاً

فاكفر بما جاء عن أتباع (لينين)

يا رب تممْ بخير منك زيجتنا

إني دعوتُ فأمنْ خيرَ تأمين

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات