النادلة والشهم! (تزوجها غيرة عليها)

حنانيكِ يا هذه النادلة

غدا ملتقانا – هنا – نازلة

فإنك أيقظت فيّ الحَيا

فأدركتُ ما جنتِ العائلة

وهيّجتِ غيرة مُستهتر

على أنها غيرة قاتلة

ولقنتِني الدرسَ مستوفياً

بحِكمة أستاذةٍ فاضلة

وألقيتِ خطبة مَكلومةٍ

وهل في المواعظ كالثاكلة؟

وكنتِ كما أنتِ رغم الأسى

تماماً كما الزهرة الذابلة

ففيها تخبّأ كل الشذى

وإن تكُ في بيئةٍ قاحلة

لماذا تحملت مُرّ الشقا

وكنتِ كراكبةٍ راجلة؟

لماذا على الفقر لم تصبري

لندرسَ حالتكِ القاتلة؟

لماذا سلكتِ دروبَ العنا

ضحية مَن تخذلُ القافلة؟

لماذا اتخذت الضنا موئلاً

تُعانين صائلة جائلة؟

شققتِ على النفس حتى خبتْ

وكانت – لطاقاتها – باذلة

وأحرجتِنا بين أصحابنا

فهل كنتِ – يا أختنا – هازلة؟

فوالله لولا الحيا والوفا

لضقتُ بفعلتكِ الجاهلة

ومُكثكِ – في البيت – خيرٌ لنا

ولو أن يراك الورى سائلة

لكان يسيراً على خاطري

مِن الشغل في مطعم نادلة

تزوجتُكِ اليوم لا أدّعي

سُمُواً على فذةٍ عاقلة

ولكن أغارُ على عِترتي

وعُطبلةٍ أصبحتْ باهلة

وأحببتُ فيكِ الكفاحَ الذي

يُجنبكِ السبلَ الباطلة

وقلبي يَعافُ البلاء الذي

يُريدُكِ خارجة داخلة

وأشفِقُ أنيَ لم أنتبهْ

لمن هم على هذه الشاكلة

وأشفعُ – بالعذر – مَرثيتي

بعين – على ما ترى – هاملة

وقلب يُحوقلُ مسترجعاً

ونفس لفرط الجوى ماثلة

وروح تبثكِ إحساسها

بعاطفةٍ لم تكن ذاهلة

ولكنها آثرتْ أن تفي

بحقكِ قائلة عاملة

فلا تنكئي الجُرحَ بل سامحي

فذا واجبٌ ، ليس بالنافلة

علمتكِ حافظة للإخا

وأنتِ – لأرحامكِ – الواصلة

فلا تفجعيهم بطول النوى

فما أنتِ بالفظة الغافلة

سلامِي عليكِ ، وكُلي رجاً

بأن تُرزقي الفوز في الآجلة

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات