المريضة الداعية!

كم انفتحتْ – لِمَا قلْتِ – القلوبُ!

فأمستْ – للنصائح – تستجيبُ

وكم جاهدتِ – في الله – احتساباً!

ولم يَمسَسْكِ ضِيقٌ أو لغوب

وكم أعطيتِ حتى قيل: يكفي!

وكفكِ – بالسخا أبداً – خصيب

وكم نافحتِ عن دين وشرع!

بأسلوب هو السيف القشيب

وكم جادلتِ قوماً باتئادٍ

وبالإقناع تنفتحُ القلوب

وكم أرشدتِ مَن ضلت وضاعت

وأمست – في الثوابت – تسريب

وكم أفحمتِ مُلسِنة تحاجي

ومَنطقها تُسربله العيوب

وكم أخلصتِ في درب التسامي

ولم تصرفْ مقاصدَكِ الدروب

وكم صابرتِ حتى قيل: ملتْ

وكم بالصبر كم تُجْنى الكُسوب

وكم أفصحتِ في خطب توالتْ

ويعجز – عن فصاحتكِ – الخطيب

وكم كابدتِ مِن خطب وخطب

وما هزتك هاتيك الخطوب

وأنت مريضة ، والكل يدري

وقلبك رغم عِلته طروب

وسعيكِ بالهُدى سعيٌ حثيثٌ

ويعجز عنه شُبّانٌ وشيب

وبَذلكِ – يا أخيّة – لا يُبارَى

وشمسُكِ ليس يَطويها الغروب

تزورين المريضات اللواتي

تُحطمهن في المَشفى الذنوب

وتنطلقين في المشفى مَلاكاً

وإن السعي في الدنيا ضروب

وتُسْدين النصائحَ غالياتٍ

وقلبُك مُخبتُ التقوى مُنيب

رعاكِ الله من فضلى اسْتقامت

وخصّكِ بالشفا المولى القريب

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة المضيرية

”” حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ، وَمَعِي أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ رَجُلُ الفَصَاحَةِ يَدْعُوهَا فَتُجِيبُهُ، وَالبَلاغَةِ يَأَمُرُهَا فَتُطِيعُهُ، وَحَضَرْنَا مَعْهُ دَعْوَةَ بَعْضِ التُّجَّارِ، فَقُدِمَتْ…

تعليقات