إني أرى الجُودَ – بين الناس – مأنوسا
وأهله – في الورى – ليسوا مفاليسا
يسعى الكريمُ وأفواجٌ تتابعُه
وحقه – في البرايا – ليس مبخوسا
والناسُ أحبابُ مَن يجود محتسباً
وقد غدا بذله في الخلق ملموسا
تجري المروءة في جُل العروق دماً
تزيل حرصاً من النفوس منكوسا
لذاك نال الكِرامُ المجدَ أجمعَه
وأصبحوا في الأنام العِلية الشوسا
والممسكون على أموالهم ندموا
والشحُ يورث إتلافاً وتفليسا
إذ الأشحَّة في أطماعهم حُبسوا
وأصبحوا بعدما ضنوا متاعيسا
لم يرفع البخل أقواماً ، ولو ملكوا
مالَ الدنا كله والأرضَ والعِيسا
ولا يقدّس فذ غير خالقِه
والبُله قد قدّسوا الأموال تقديسا
وليس يمنع معطاءٌ تفضله
بل جودُه جودُ من لا يشتكي البوسا
ويقتل الحرصُ أقواماً تعظمه
والشح يأسر في الدنيا المناحيسا
Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء
تعليقات