القمر الذابل!

كيف نور البدر أغفى

ثم بات الخوف كهفاَ؟

في دياجير المعاني

صار كل الشعر حرفاً

والمُنى تطلب ثوباً

والجوى ينشد جرفا

والسنا أضحى خيالاً

في ظلام الحال أغفى

والمنايا حول جيل

يسأل الأيام منفى

والأماني حائراتٌ

تعصف الأوهام عصفا

آه والدرب عسيرٌ

ثم عينُ الحق لهفى

تنزوي في صحن وجهٍ

هل ضياءُ العين يخفى

ومِدادُ الحق دمعٌ

فاق كل الحبر وصفا

ليس ما أكتب سحراً

لا ، ولا شعراً مقفى

خلف ما أكتب قصدي

عسلٌ – هذا – مصفى

في ثناياه مُرادي

عشته جرحاً وصرفا

عقديَ الثالث ولى

وعسى الرابع أوفى

تجمع الآمالُ حولي

عقديَ الرابع صفا

وأراه يحتويني

نوحُ قد عمر ألفا

إن عمر المرء ولى

عن جراحي اليوم شفا

إنني الباذل عمري

في ضباب يتخفى

لستُ مَن يرضى بعمر

منه قد ضيعتْ نصفا

في متاهاتٍ ، وهزل

إن موتي مَدّ كفا

غير أني في ظنوني

راحلٌ أمعنت حتفا

ثم جرحي في فؤادي

يثقب الآلام نزفا

وكأن العمر سُحبٌ

ترعِد الإحساسَ قصفاً

وتفل النفس فلاً

وترجّ القلب خوفا

وكأن الدار نارٌ

تجعل الأحزانُ سقفا

وكأن الصحب أسْدٌ

تحمل التهديد سيفا

طال ليلُ الظلم حقاً

فمتى المظلوم يُشفى؟

مِن جراحات سياطٍ

بيد الجلاد عسفا

ومتى البدر بأرضي

يبعث الأنوار عزفا؟

ومتى يمضي أناسٌ

أصبحوا الأسوأ خلفا؟

ثم يعلو النور فيها

ويهادَى الحق قطفا

ثم لا يعلوه ظلم

قد كفانا اليوم ضعفا

وكفاهُ ما يُعاني

وكفاهُ الآن خسفا

آه ما أحلاك حُلماً

باهتاً ينكأ طرفا

سوف لن أسأل يوماً

كيف نورُ البدر دَفا؟

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات