الغزال الأبكم!

اليومَ كيف الغزالُ الحلو يمتهنُ؟

وكيف تجرفه الشكوكُ والمِحنُ؟

وكيف طاوع من أردى كرامته؟

حتى محا صوته الوجومُ والشجن

مازال يلعب بالنيران يحسَبُها

برداً عليه! وفي طياتها الكفن

رأى المساوئ ميزاتٍ فمارسها

هل يستوي النورُ في الميزان والدخن؟

لمَّا يكن فطناً لِمَا يُراد به

حتى استكان لمَن بحسنه افتتنوا

مازال يُبدي لهم مفاتناً خفِيتْ

أخفي الجمالَ بها الرداءُ والبَدن

حتى تصيَّدهم في جُب فتنته

إذ ليس شيءٌ عن العُشاق ينكتم

هوى الغزالُ ، وزالت عنه عفته

وأصبح اليوم بين الخلق يُمتهن

أمسى الوجومُ برغم الأنف ديدنه

لطالما كان في حديثه فِتن

إني أقصِّد ، أزجي عِبرة سطعتْ

أحذر الآن مَن – في دينهم – وهنوا

حتى يعودوا إلى ما فيه عزتهم

وكي يمُجّوا الألى للمعتدي ركنوا

أريد خيراً ، وإن ذرّ القريض جوىً

وطيِّبُ الشعر مِن رب الورى مِنن

ولا يدوم لنا رغيدُ عيشتنا

حتى يُكدَّر عيشٌ داجنٌ خشن

وفي (الغزال) دروسٌ ثم تذكرة

كيلا أكون إذن مِن الألى لعِنوا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات