العدل أساس الملك! (تحية لابن سبكتكين)

الحق فوق الأهل والولدانِ

ونراه فوق الدُور والأوطانِ

والعدلُ يُعلي المُلك ، إذ هو أسّهُ

وبه يعم الخيرُ في البلدان

وبه تسودُ حضارة رُوحية

وتزولُ كل معالم الطغيان

واستقرئ التاريخ ، واسبرْ غوْرَه

يُفضي اليك بدقةٍ وبيان

أن العدالة أصلُ كل تقدم

وأساسُ ما نبني من العمران

والعدلُ يُنشئ – في الرعية – عِزة

حتى تعيش حياتها بأمان

والعدلُ في تطبيق شِرعة ربنا

مهما تخرّص كل ذي بُهتان

وأراك (يا محمود) خيرُ مَن اتقى

في عصره منظومة الشنآن

فحكمت ، ثم عدلت بين رعيةٍ

عانت كثيراً من لظى العدوان

فأمنت حتى نِمت غيرَ مُروّع

وسلمت حتى قيل: غيرُ مدان

وضربته مَثلاً يُعلم جاهلاً

وجعلته في غاية التبيان

لا شيء مثل العدل يحفظ دولة

مِن حَمأة التدمير والخسران

تالله يُعلي العدلُ كل فضيلةٍ

وبه تُصانُ كرامة الإنسان

وبه تعودُ شَرافة ضاعت سُدىً

ويزولُ كل تضعضع وهوان

محمودُ سَطرتِ الصحائفُ عدلكم

وعليه دُوّنَ ساطعُ البرهان

يا حاطمَ الأصنام دون ترددٍ

ومدمّرَ الأحجار والأوثان

لمّا رأيت الناسَ قد فتنوا بها

دمّرتها بتجردٍ وتفان

لتقيم دين الله بين رعيةٍ

كم أقصِيتْ – جبراً – عن الإيمان

وقتلت عبداً – بالفساد – مُجاهراً

إذ عاش يهتك عِرضَ أي حَصان

ما قلت: لابن الأخت كل سلامةٍ

ولئن زنا بعقائل النسوان

ما قلت: يفعلُ ما يريد ويشتهي

بل ثرْتَ منذ علمت باستهجان

وحلفت أنْ لا تشربنّ على الظمأ

حتى تُريح الناسَ من خوّان

ثم انطلقت إليه دون تكاسل

وعدلت إذ عاجلته بطِعان

وسألت بعض الماء يروي ظامئاً

هذا أوانُ البر بالأيمان

شربتْ رمال الأرض من دم مُجرم

فاهنأ بمائك يا فمَ الظمآن

وسقاك ربك في الجنان شرابها

وأكلت مِن ثمر هنالك دان

وعليك رحمة ربنا ما أشرقتْ

شمسٌ بأنوار على الأكوان

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

تعليقات