الشريدة!

أعزيكِ في حال يُجَرّعُني الغمّا

ويُورث قلبي شدة الحزن يا سلمى

وتجرحُني الأطيافُ مرّت كئيبة

على خاطري ، والنفسُ تزدردُ الهما

على غادةٍ كنا نباهي برُشدها

وكم حازت الألقابَ والآيَ والأسما

وفاقت بناتِ الحي ديناً وحِكمة

وعِشنا نراها – في مرابعنا – نجما

وأخلاقها طابت سِماتٍ ومَنهلاً

وزيدتْ على الأخلاق بين الورى عِلما

وحدّثْ عن اللطف الذي عُرفتْ به

ومحظوظة مَن تُرزقُ العفوَ والحِلما

ولا يسمع الأضيافُ همسَ حديثها

كأنْ أصبحت – من خفض أصواتها – بكما

ولا يُبصرُ الأغراب وجهاً ولا يدّاً

فليست – على التحقيق – سيدة هرمى

سليلة أحساب وربّة مَحْتدٍ

وذات طموحات لها هدفٌ أسمى

وذات سجايا في النسا عُرفتْ بها

وتعطي بلا مَنّ ، فتربو بها النعمى

فماذا جرى يا أختُ؟ إني لحائرٌ

لماذا أراكِ اليوم ذاهلة صما

مضى العقلُ عن فضلى فسربل عيشها

وخلفها – مما تعالجُه – كلمى

وعاشت بلا وعي تصارعُ قومَها

لتمتحن الدنيا ، وتوسعَها رَجما

سلامٌ على عقل لكم فخرتْ به

وسُقيا لأفكار تغنتْ بها عظمى

ليلطفْ بها الرحمنُ فيما أصَابها

وإن له التصريفَ والأمرَ والحُكما

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات