الشافعي مناظراً!

ليستِ الفتوى هوىً أو عنجهية

أو مجاراة كعُرف الجاهلية

إنما الفتوى انضباط والتزامٌ

بالذي أوحاه ديّان البرية

واسألوا التاريخ عن أهل ارتزاق

تاجروا بالدين يا للفوضوية

واستباحوا الحق ظلماً والمعالي

واستكانوا للعطاءات الغوية

واستبدوا كي يُضلوا الناس عمداً

إنهم صدقاً عديمو الأرْيَحية

لكن الأفذاذ من أهل المعالي

جدّدوا الدينَ ، وما باعوا القضية

بل أبانوا الحق في كل صعيدٍ

بنفوس تعشقُ الحق أبية

وابنُ إدريس على رأس النشامي

مَن سما في الناس مثل الشافعية؟

و(الإمام الشافعيّ) حاز مَجداً

إذ له علمٌ يُغذي مذهبية

بين أهل العلم والفقهُ تسامى

مُخلصاً ديناً وسَمتاً بعد نيّة

ناشراً – في الناس – عِلماً لا يُبارَى

إن نشر العلم نعمَ العبقرية

باذلاً – في دعوة الناس – الغوالي

برضا نفس عن المولى رضية

مُفحِماً خصماً يُنادي بالتدني

ليس – في الإسلام – يرضى بالدنية

مُوقناً بالنصر في ساح التحدّي

في يدٍ سهمٌ ، وفي الأخرى هدية

صامداً في وجه من يُغري بكيدٍ

مُستميتاً في القضايا الجوهرية

واثقاً أن الهُدى لا شك يعلو

رغم أنف الكيد فوق العنجهية

فإذا بالخصم يُبدي ما يُواري

عَشْرة الألغاز كلٌ كالمَنية

قد أعِدتْ – كالأحاجي – باقتدارٍ

تُعْجز الأفذاذ أهلَ الألمعية

فإذا بالفذ يبلو كل لغز

بإجاباتٍ حِسانٍ منطقية

سائلاً مَن سَعَّروا البلوى سؤالاً

ليس يحتاجُ سوى بعض الرويّة

فإذا بالقومُ يُبْدون التأبّي

حيث إن العجز خذلٌ وبلية

فإذا الفذ بما ألقى عليهم

مُنهياً بالرد أنكي مسرحية

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات