الرجولة الموءودة (لا تفرق الرجال امرأة!)
إنما نورُ المكرمات سبيلُ
والهُدى – بين المُكْرَمين – رسولُ
لكنِ الكيد المستريب طوانا
وعلى أشلاء الإخاء طلول
بيننا آبارٌ تؤجِّج ناراً
وعذاباتٌ في دُجاها الفلول
ونجوم الود الشريف تناءت
وأباد الإشراق فيها الأفول
وإخاءٌ – عبر الدُجُنّات – عانى
ثم أردى الأطياف فيه الذبول
ليت شعري ، كيف الرجولاتُ ماتت
ثم سادت – بين الأنام – الذيول
واستبيح العِرض الكريم غِلاباً
وعلا – بين الخلق – نذلٌ عميل
لا تسلني كيف الوداد تولى؟
لا تسلني ، إن الجواب يطول
لا تسلني ، أنسابنا لا تساوي
ودمانا – بين البرايا – تسيل
لا تسلني ، هذي الدماء ترابٌ
وإباءُ الأرواح فيها قتيل
لا تسلني عمّا كتبتُ بشعري
قد تناءى عني وعنك السبيل
لا تسلني ، كيف الأخوة زالت؟
ولماذا هذا الشقاء يطول؟
ولماذا بيني وبينك بُعدٌ؟
ولماذا الشكوى؟ وماذا الدليل؟
ولماذا لا نرتضي الوصل زاداً؟
ولماذا يُردي الإخاءَ عذول؟
قلتُ: كلا ، أنت الوئيدُ تمهّلْ
وجبانٌ – في المَكرُمات – رذيل
ومصابٌ بالخذل قلباً وعقلاً
ووضيعٌ في النائبات خذول
ولكم عانيتَ الرقاد طويلاً!
وشحيحٌ – في التضحيات – بخيل
أنت أخزى من قد عرفتُ ، وربي
وبطئٌ عند المصاب كسول
وعديم الأخلاق قولاً وفعلاً
وغليظ – عند الإباء – كليل
لم تكن يوماً مسلماً وحنيفاً
ثابتاً في أخذ الهُدى لا تميل
حيث لو أنت المُتقي ما ذللنا
لا ، ولم يَخمِش خافقينا العُجول
لم تكن تدري ما الرجولة حقاً
إنما أنت المستهين العليل
إنما لو كنت الكريم المُعَلى
لم يكن لي ذاك المقامُ الذليل
لم أكن – بين الخلق – يوماً مُهاناً
لم يكِدْ لي – بين البرايا – الدخيل
فادفن الأخلاقَ التي لم تصُنها
فعساني يحنو عليّ خليل
وعساني ألقى رجالاً بقومي
وعساني يطوي استيائي الرحيل
Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء
تعليقات