الجميلات الثلاث!

فِدا عقيدتنا الدنيا وكلُّ دمِ

يا سعدَ عبدٍ رَمى ، وبعدَ ذاكَ رُمِي

روحٌ يجود بها – في الله – هينةً

ولن يُحِسَّ بما في القتل من ألم

والنفس مهما شدتْ بالعُمر راحلةٌ

وسوف تسحقها سَنابكُ العَدم

والموت سيفٌ على الأرواح يحصدها

وقد يُدير رحى الأخطار والقُحَم

وقد يَجيئُ بلا أدنى مناسبةٍ

وقد يُحَرِّق بالنيران والأُيُم

لكنه – في سبيل الله – مَكرُمة

ولا يتوق له إلا ذوو الهِمَم

هو الحياةُ إذا ما الله باركهُ

يا حبذا الموتُ في الإسلام والقِيم

وهل لغِيدٍ – على القتال – مقدرةٌ

حتى يُجاهدن بالهِندية الخُذُم؟

جَلَّ الجمالُ ، وجَلَّ الله خالقُه

الغيدُ للحِلية الغراء والأُطُم

الغِيدُ للدُّور يصنعن الرجال بها

وما لهُن بما في الحرب مِن حَدَم

الغِيد في ظلمة الخُدور بدرٌ دجىً

وهل كمثل الحريم الكُمَّل العُصُم؟

هن المصابيحُ في البيوت أجمعها

شتان – واللهِ – بين النور والظُّلَم

الليلُ أسودُ ، والنهار مؤتلقٌ

شتان بين سنا الإصباح والغَسَم

وللجهاد إذا ما اشتد سادتهُ

من الرجال ذوي الألقاب والسِّيمِ

همُ الصناديدُ في الهيجاء إن سُعِرَت

وفي اللقا صُبُرٌ إذا الوطيسُ حَمِي

في الحُسنَيَيْن لهم شوقٌ يُداعبهم

مهما تربص بالأبرار ذو غَشَم

إما انتصارٌ – على الأعداء – مُبتشرٌ

يقي الخلائق ما تحياهُ مِن نِقم

أو الشهادةُ في سبيل خالقنا

شهادةٌ سُطرتْ – في اللوح – بالقلم

وللجميلات – في الميدان – زمجرةٌ

وللأنوثة بأسٌ بالغ العِظَم

كلٌّ تَذودُ عن الإسلام في ثقةٍ

مِن نُصرة الغالب المهيمن الحَكَم

جمالُ كل وحسن الفِعل مسألةٌ

يَحارُ فيها نُهى المستبصر الفَهِم

لكل واحدةٍ من اسمها نسبٌ

جميلةٌ ، حبذا الجمالُ ذو الشِّيم

والجود بالنفس يختال الجمالُ به

وليس مقصدُ مَن جادت بمُتهم

كلٌّ أذاقتْ عُلوج الروم كأس لظى

وأشعلتْ في الأعادي كِبة الضَّرم

الخُرَّدُ الحورُ رَوّيْن الحِرابَ دماً

كأنما صُبغتْ بالوَرس والعَنم

تقبل الله يا غادات صحوتنا

إن المليك لذو جودٍ وذو كرم

حييتكن بأغلى ما خُصصتُ به

حتى غدا مُرهف الإحساس والنَّغم

وما بَخلت به على الألى اتبعوا

هَدي النبي الرسول الطيِّب الهَشم

وأسال الله للشعر القبول كما

أرجو النجاة به من سيء الإزم

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

تعليقات