الترويض على الذل!

إن الكريم له – في الناس – تأثيرُ

هو العزيز ، ومن هم دونه العِيرُ

للذل قومٌ – على أبشارهم – ضُربوا

فاستعذبوا الذل ، إن الذل ديجور

ورُوّضوا ، فاستساغوا الذل مذ رضخوا

ولم يكن في نوايا القوم تغيير

وقبّلوا كفّ من – بالقهر – كَبّلهم

هو الحقيقة والدهما أساطير

كانت عصاه لهم إنْ رام تفرقة

وإنْ أراد لهم جمعاً فتصفير

حتى إذا سُلبتْ فحوى كرامتهم

ذل الشريفُ ، وأحْنته التدابير

وهاجم الكلُ مَن بالعز ذكّرهم

فزلزل العزمُ ، وانهدّ المغاوير

ورحّب القومُ بالخذلان ، فانحدروا

إلى الحضيض وقالوا: ذاك مسطور

كالثوْر أسلم للجزار هامته

طوْعَ البنان ، وأحنى جيده النِير

ذل الجميعُ ، فلا دينٌ يحرّكهم

ثم استكانوا ، فغاب العدلُ والنور

والآدمية ماتت في ترائبهم

وفتّ في عَضد الأحرار تثبير

كيف السبيلُ وقد ماتت ضمائرهم

ولم يعد عندهم إلا المعاذير؟

يا قومنا فاطرحوا عنكم تعللكم

حتى متى – عن رحاب الوحي – تأخير؟

حتى متى هجرة لدين خالقنا؟

حتى متى ظلمة سادت وتقصير؟

العَود أفضل يا قومِي ، فلا تهنوا

والتوب – وفق كتاب الله – مَيسور

فيم التقاعسُ ، والأيامُ جارية؟

ومَن يتبْ فبعفو الله مَقرور

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات