التجمّل الزائف! (قبل تجميل البيوت بالسيوف احمل تقاليد أهلها!)

عن المَفاخر أنت الراغبُ العاري

يا من قضى العُمر بين العُود والطارِ

فيم ادعاؤك مَجداً ، لست صانعَه

حوَت مآثرَه حوائط الدار؟

فيم التعلقُ بالسيوف مُشهرة

على الجدار ، ولم تعمَد إلى الثار؟

ما قيمة السيف يعلوه الغبارُ ، فلم

يُرجعْ حُقوقاً سباها ثعلبٌ ضاري؟

علقت خمستها رمزاً وتذكرة

فهل تُحَل قضايانا بتذكار؟

بالأمس كانت سيوفُ العُرْب ماضية

تُزْكِي المعامعَ كالبارود والنار

تصُدّ كيد العِدا في كل خندمةٍ

وتستهينُ بسفاح وغدّار

ولم تكنْ زينة يلهو الغفاة بها

أو يَسْمُرون على إيقاع مِزمار

أو يلعبون بها حِيناً بلا هدفٍ

فاللعْبُ بالسيف عَدُّوهُ من العار

وكم أسأت – إلى الأشعار – تنقشُها

على الرخام بألوان وأحبار

الشِعرُ أسمى – من التهريج – منزلة

فكيف تخلِط تهريجاً بأشعار؟

أراك زخرفت – بالأشعار – دارتكم

وأنت – ممّا حوتْ من قيمةٍ – عار

فهل تمثلت ما تحويه من خلق؟

أم إنها تُحَفٌ ، وإنك الشاري؟

وهل فطنت إلى ما خلف أحرُفها

من المبادئ ، قد صِيغتْ بإكبار؟

كانت تقامُ لها الأسواقُ عامرة

وتحتوي عذبَ آراءٍ وأفكار

والكل يَحضُر مُختالاً بصَنعته

مُخلفاً بعده أطيافُ آثار

وكم تُسَرُّ – بهذا الشعر – أفئدة

لمَا احتوى من رؤىً تشجي وأخبار

واليوم تبدو على الديباج لمعته

أو القطيفة ، أو إبريق فخار

وكم سَخِرتُ من المُجَسّمات بدتْ

مرصّعاتٍ بياقوتٍ وأحجار

تصوّرُ البيئة الأصيلة انتحرتْ

بكل عزم وتأكيدٍ وإصرار

إذ الأعاربُ – عن أصقاعها – رحلوا

ما العيش؟ ما الملتقى بدون سُمّار؟

حتى مرابط خيل العُرْب قد وجمَتْ

بدمع عين من المأساة مِدرار

يا صاح هذا فصامٌ ، لا مثيلَ له

يُدنيك مِن نِقمة المُهيمن الباري

حياتك اليوم – مِن أعرابنا – برئتْ

أقول هذا بتشهير وإشهار

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات