احتسبتُكِ عند الله يا رُقيّة! (اعتاد صديقي هذا على زيارة رضيعته في قبرها!)

بُنيتي ، هذه الدموعُ تأبينُ

فإن حُبكِ – في الفؤاد – مكنونُ

ما فارقتْ أبداً ذكراكِ ذاكرتي

وطيفُ ذكراكِ بالتذكير مقرون

مازلتُ أذكرُ وجها باسماً غرِداً

عذبُ المُحَيّا ، جميلُ السمت ميمون

مازلت أذكرُ ثغراً ضاحكاً طرباً

رِضابُه – بشذى الريحان – معجون

مازلت أذكرُ جسماً ناحلاً عبقاً

تغارُ – مِن حُسنه الجمّ – الفساتين

مازلت أذكرُ كفاً مِن تناسقها

تسبي العيونَ مِن الكف الشرايين

مازلت أذكرُ من عينيكِ سِحرَهما

وعند غيري من الأهل البراهين

إني احتسبتكِ عند الله آنستي

إذ الاحتسابُ – ومَن سوّاكِ – مَسنون

وللمهيمن ما أعطى خلائقه

والقلبُ إن يأخذِ المولى فمنون

وكل شيء بمقدار ومَوْعِدةٍ

عند المليك ، وتكفي الكافُ والنون

فيكِ امتحنتُ وكانت محنتي جَللاً

والقلبُ من عِظم البلاء محزون

لو أن عينيك يا بنتاه أبصرتا

حالي ، وأني هنا – بالوجدِ – مَرهون

لأرسلت كل عين دمعَ مَن فقدتْ

أغلى عزيز له الدموعُ عُربون

ليرحمِ اللهُ مَن بأمره رحلتْ

ومَن دموعي لها ذكرى وتأبين

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات