إن في ذلك لآية! (شفاها الله بالدعاء)

رفعتُ كفيَّ للمهيمن الحكمِ

أرجو الشفاءَ وفيضَ اللطف والرُّحُمِ

وبالرؤوف ظننتُ الخير مُوقنة

بأنه سوف ينجيني من القُحم

وسوف يلطف بي فيما ابتُليتُ به

من المصائب والأوجاع والسَقم

إذ قررَ الطبُ بترَ الساق تحملني

وكيف أسعى إذا ما استؤصلتْ قدمي؟

فقلتُ: يا شافيَ الأمراض مُنّ على

كسيرةٍ مُنِيَتْ بالمَأزق الوَخِم

اُمْنن عليها بما ترجوه لاهجة

ومَن سِواك لصرف الضر والغمم

توسُّلي – بدموع العين – مُمتزجٌ

وبالدعاء تصاويرٌ مِن الندم

والقلبُ يشكو الجوى مِن العذاب طغى

والنفسُ باكية مِن شِدة الألم

والروحُ راضية بما قسمت لها

هذا نصيبي ، وذي مِن أفضل القسم

وما يئستُ مِن الرجاء يجعلني

أظن خيراً بربّي الخالق الحَكَم

وجاء خلقٌ لهم في الطب خِبرتهم

والعِلمُ مَرمَى اللبيب الحاذق الفهم

وأجمعوا أمرهم بلا مراجعةٍ

وخط أكبرُهم – في السِّفر – بالقلم

وتابعوه على ما كان من خططٍ

بكل صدق ، فما في الأمر مِن تهم

وقدّموني لكي يُجْروا جراحتهم

والجرحُ – في القلب – عاتٍ غيرُ مُلتئم

وخدّروني ، فغاب الوعيُ أجمعُه

ويمّموا القصدَ نحو الساق والقدم

لكنّ آلتهم غصّت بشفرتها

فلم تُقَطّع ، ولم تُرِقْ عزيز دمي

فأصلحوها بلا يأس ولا ضجر

وليس – مِن أمرها – شيءٌ بمنبهم

وكرّروا – بعد إصلاح – محاولة

مُستصحبين عُلوَ العزم والهمم

فما استجابت لهم – بالجبر – آلتهم

وكيف تُبتر بالإكراه والرّغم؟

وكيف تعملُ إن قال المليك: دعي

عنكِ الذي ينتهي بالمأزق الوَخِم؟

لا تستجيبي ، وإنْ هم أصلحوا خللاً

وكَسّري أمرَ أهل الطب كلهم

فأذعنتْ للذي أملاه خالقها

ولم تكنْ سبباً يُفضي إلى الإزم

تشخيصُ مَن أمروا عار برُمّته

عن الصواب! فهل رأوه في الظلَم؟

فقمتُ مِن رَقدتي – بالشكر – ضارعة

إلى المهيمن ذي الأفضال والكَرم

فالحمدُ لله حَمداً طيباً أبداً

شَفى ، فكان الشِفا من أطيب النعم

في آيةٍ للألى يسترشدون بَدتْ

ومَن يفرّ – إلى الدعاء – لا يُضَم

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات