إنما الله تعالى إلهٌ واحد! (رسالة ونصيحة إلى مُنَصّرة!)

أصدقيني – اليوم – ماذا تقصدينْ؟

وأجيبي عن سؤالي المستبينْ

واجعلي الحق رسولاً بيننا

ودليلاً للقطيع المستكين

واطرحي الزيف لكيلا تسقطي

من عيون الصدق يا من تفترين

واعرضي البرهان يُزْكِي حُجة

واصدُقي الأقوامَ فيما تدعين

وامنحي القول دليلاً قاطعاً

يقتل الأوهام فيما تقصدين

وارجُمي التدجيلَ حتى لا نرى

باطلاً يختال في ثوب مشين

واقتلي الشك الذي لا يستحي

إنما الشك دجونٌ ومَنون

لا تخافي – اليوم – منا مسلماً

لا تخافي بأس قوم مؤمنين

أغلبُ القطعان باعوا دينهم

وعصَوْا عمداً إمام المرسلين

واستباحوا – اليوم – كل حُرمةٍ

وغدَوْا عن دين مولاهم عمين

واستكانوا – للأعادي – جهرة

دون خوف الله رب العالمين

حكّموا شرع النصارى بينهم

ومشوْا خلف اليهود الملحدين

وعلى كل الأعادي أصبحوا

حمَلاً يرتعُ في الذل الوهين

وعلى كل الطواغيت غدوا

ناقة بلهاء تستجدي اللجين

وعلى أحبابهم لم يعطفوا

ويحهم ، صاروا عليهم كالعيون

أشمتوا فيهم عدواً يجتني

خيرهم ، والعز حيناً بعد حين

ورَضُوا بالقهر قوتاً ، وامتطوْا

صهوة التشريد في القفر الدجين

نحن يا (جينا) قطيعٌ معرضٌ

في حضيض التيه يجترّ المُجون

والذي منا يُوَعِي قومه

فله الطردُ جزاءً والسجون

بعضُنا – في داركم – يحيا على

جُودكم يا (جينُ) أو غسل الصحون

وترين البعض في أصقاعنا

لاهثاً خلف البغايا واللحون

نحن ضعنا في سراديب الهوى

نحن سرنا في دهاليز العُفون

عِزة الإسلام فينا أخمدتْ

لم نعد نحيا على تقوى ودين

إنما ريحُ التجني أزهقتْ

صفنا المحصور في غل الكمين

لا تخافي سلمَ الجو لكم

وسحابُ الزور بالسوآى هَتون

برئَ الميدانُ ممن آمنوا

بالمليك الحق مولى المتقين

ولكِ الساحة فيها ، فاطربي

واصحبي الآن الخطايا بالمئين

واملئي الدار فجوراً وغِنا

واجمعي الإجرامَ من خالي القرون

وخذي من مال قومي جُله

لا تخافي الغرمَ ، أو بأس الديون

ذلك المال لـ (جينا) وحدها

ولمن معبودها اليوم (استالين)

ذلك المال لمن هم عربدوا

أو أضلوا قومنا باسم الفنون

ذلك المال لأشعار الخنا

ولعُبّاد الهوى صرعى (لينين)

ذلك المالُ لمن لم يُسلموا

ولمن معبودهم جَمّ القرون

ذلك المال لمن قد أفسدوا

جيلنا الغِر على هز البطون

ولمن في كل صُقع أهدروا

بالتردي قيمة العِرض المَصون

ولمن في كل دار دمّروا

همّة الأجيال والمجد الرصين

ولمن في كل جمع أطفأوا

شعلة الإيمان – عمداً – واليقين

ولمن في مؤمن لم يرقبوا

ذمة المولى ولا الإل الأمين

ولمن عابوا علينا ديننا

ولمن قد قطعوا منا الوتين

أخبريني عن نواياكِ التي

فاقتِ الليلَ سواداً والدجون

وأريحي – من عذاب – خاطري

وارحمي قلباً تعزيه الظنون

أنتِ مَن يا (جينُ)؟ قولي واصدقي

ولماذا هذه الحربُ الزبون؟

ألأني – الآن – وحدي أكتوي

بلهيب الكيد من خلف الفتون؟

أم لأني حاطمٌ صُلبانكم

بحسام الوحي والذكر المبين؟

أنا هذي الصحوة الشمّاءُ في

موكب المختار في الركن الحصين

لا نهاب الموت يسعى خلفنا

يبعث الرعب رسولاً والمَنون

نحن آمنا برب قادر

وعلى التوحيد أقسمنا اليَمين

أن نموت اليوم في نصر الهُدى

زادُنا القرآنُ ، والرب المعين

نحن ركبٌ في سنا الحق نما

وإلى الكفار لا يرضى الركون

وله (العدنان) أسمى قدوةٍ

يؤثر الموت على العيش المهين

في سبيل الله عذبٌ موتنا

وشهيد الحق أصفى الأكرمين

نحن طوفانٌ عميقٌ قعره

يبلعُ الشركَ على مرّ السنين

هادرٌ في كل وادٍ صوته

وله في البأس عزمٌ لا يلين

صاعدٌ للمجد موفور الإبا

مؤمن بالله مرفوع الجبين

يعلم الماسونُ فحوى عِزه

فله في لجة الموج السفين

وله الأمنُ إذا خاف الورى

وله في عالم الغاب العرين

وله النورُ إذا عمّ الدجى

وله في جنة الفردوس عِين

وله السلمُ إذا ساد الشقا

ورسولُ الله للمأوى الضمين

فلماذا الخوف من موتٍ إذن؟

ولماذا آهة الحرص الضنين؟

ولماذا الجبنُ يطوي عزمنا؟

ولماذا يشتكي منا الأنين؟

ولماذا يزدهي فينا الأسى؟

إنما الإخلاصُ مأوانا الركين

نحن يا (جينا) نفوسٌ طهُرتْ

لم تعدْ تحيا لدولار وطين

ثبتتْ في الحق – دهراً – صدّقي

كيف تخشى اليوم من ريح سَفون؟

حفرتْ للظلم أعتى حفرةٍ

لم تعادلْ عُشرها البئرُ الشطون

بشّري ما شئتِ ، أو لا تتعبي

نفسكِ الرعناءَ في الرهطِ الخؤون

إنما المولى إلهٌ واحدٌ

و(مسيح) الحق عبدٌ للمتين

بلّغ التوحيد قوماً أجرموا

نسبوا لله زوجاً وبنين

جلّ شأنُ الله يا (جينا) اعقلي

ذاتُ ربي نزهتْ عما يَشين

ونبي الله (عيسى) مُرسَلٌ

من أولي العزم كما قال (الأمين)

وكذا أم المسيح (مريمٌ)

برئتْ ممن تردَوا أجمعين

وكتابُ الله أوفى شاهدٍ

وإلى قصتها يهفو الحنين

أحصنتْ فرجاً ، ويكفي أنها

إبنة (العِمران) تاجِ الأولين

نصّري إن شئتِ قوماً أوغلوا

في سراب الدعر والفسق اللعين

هم وأنت – الآن – سمتٌ واحدٌ

غنمٌ – في ساحة البيدا – رَشون

هم عشوْا عن ذكر ربي عُمرهم

فغدتْ (جينا) لهم بئس القرين

إنه دَينٌ عليهم ردّه

بئس دَيناً ، ثم أبئسْ بالمَدين

آه من تنصيركم في دارنا

أزهق الأرواح أودى بالحُصون

لكنِ الأرواحُ هذي خبثتْ

قبل (جينا) ، واستكانتْ للطعون

وتردتْ في مهاوي جهلها

تعس الإعراضُ من داءٍ زمين

نصّري ، والجهد هذا ضائعٌ

وهْو مكشوفٌ لدى المرء الرزين

وهْو للأبرار زادٌ حافزٌ

لبيان الحق والنور المبين

ولإلزام النصارى حدّهم

ولنزع السم والحقد الدفين

من أفاع أتقنت صُنعَ الأذى

واختفت خلف الروابي والغصون

ولبذل الجهد في نصح الورى

ولإنقاذ الذي ترديه (جين)

نحن يا (جينا) سنهدي قومنا

للمعالي ، نحن أصحاب اليمين

لم نعد نأسى لما أحدثته

إنما العاجز تمحوه الشجون

سوف لا تمضي الثواني هكذا

وقتُ من يدعو إلى الحق ثمين

ونصيرُ الحق ربٌ قادرٌ

ولغير الله لسنا نستكين

وصليبُ الشرك يوماً ينمحي

ورحى التثليث يُرديها القنين

والأقانيمُ سريعاً تنزوي

خلف ظل الكيد كيلا تستبين

والأناجيلُ التي قد حُرّفتْ

وغدت بالدين – حقاً – تستهين

سوف تذروها رياحٌ أشربتْ

لذة التقوى كما الماء المَعين

فاستريحي ، وادخلي في ديننا

واحذري يا (جينُ) مما تدّعين

أو فخلّي الكيد كيلا تندمي

أو تعضي إصبعَ الهم الحزين

واطرحي التبشير أرضاً ، إنه

خبلٌ في العقل ، أو مسّ الجنون

أو فعودي للذي ودّعته

من عطير الحب أو عشق الخدين

واغرقي في الوجد ، لا تستكثري

وعلى الكفين زيدي في الرقون

ليس بعد الكفر ذنبٌ ، فاعلمي

فضعي الأصباغ من تحت الجفون

والبسي العُريَ رداءً فاضحاً

واستزيدي في الفساتين الغضون

واجعلي الخز لباساً مُفصحاً

عن خباياكِ التي خلف العُهُون

وضعي الأصباغ في الوجه إذا

جفتِ البُشرة من رشف الدهون

واخضعي بالقول ، لا تستهجني

وأطيلي فيه ترجيع الخنين

وخذي الطيب لكي تستعطري

دونكِ المسك ودهن الياسمين

واسمعي القيناتِ صبحاً والمسا

وتسلي بالأغاني والرنين

وانظري التلفاز ، قد ضاع الحيا

وأسري الأوباش بالرمش الحنون

حيلٌ تزري بحوّا ، ولها

من سُعار الناس أسرابُ الدخون

أغرقت قومي ، وهذا شؤمها

لفح الكل ، تمادى للذقون

وإذا الأعرابُ فينا استغربوا

وسعا فوق الدنا الجيلُ الهجين

كلما أبصر عُهراً غرّهُ

من بريق العُهر تغريرٌ ولين

ركب الجهلَ ، فضاعتْ ريحُه

ومن الجهل شروحٌ ومُتون

بدعٌ ضلتْ سبيلاً ورؤىً

وضلالٌ مقرفُ الشكل غبين

نِحَلٌ ماجتْ بجيل تائهٍ

وشبابٌ في دجى الفسق رهين

وسكارى كالدمى لم يرشدوا

وقطيعٌ في أسى الدعر سجين

لم يذرْ دعرُ النصارى بقعة

لم يذر سفحاً ، ولا حتى الحُجُون

لم يذر سهلاً ولا وعراً ، ولا

ساحة فيها عيونٌ أو رزون

لم يدعْ داراً على إيمانها

لم يدعْ قفراً ، ولا حتى الوَجين

لم تعدْ تسلم من نيرانه

لحظة – كلا – على أرضي الوُكُون

لكنِ المسلمُ لا تغلبه

جوقة الشرّ ، فذا عفٌ فطين

يُبصرُ الفتنة لا يأوي إلى

أهلها المستهزئين السافلين

والمُعينُ الله فيما قد جرى

وبرب الناس أكرمْ من مُعين

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات